دخل اتفاق المصالحة الفلسطينية مرحلة التطبيق الميداني بشروع حركتي المقاومة الإسلامية ''حماس'' والتحرير الفلسطينية ''فتح'' في مشاورات مكثفة من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وبدء لجنة الانتخابات لعملها في قطاع غزة. وضم وفد حركة فتح عزام الأحمد مفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية وصخر بسيسو عضو اللجنة المركزية للحركة بينما مثل حركة حماس موسى أبو مرزوق نائب رئيس مكتبها السياسي ومحمد نصر وعزت الرشق عضوا المكتب السياسي بحضور ممثلين عن جهاز المخابرات المصرية المشرف على الحوار. وقال عزت الرشق بأن ''الحكومة المزمع تشكيلها هي حكومة مستقلين من ذوي الكفاءات المهنية'' وأضاف ''نأمل أن تكون اجتماعات القاهرة مثمرة وأن تتوصل إلى الاتفاق على أسماء الطاقم الحكومي ليبدأ تطبيق الاتفاق على الأرض... ولنستكمل جهود إنهاء الانقسام وتوحيد الأرض والشعب ولتبدأ صفحة جديدة في حياة شعبنا عنوانها التوافق''. ويأتي انعقاد جلسة الحوار مع إعلان لجنة الانتخابات في قطاع غزة أنها ستنتهي من تحديث السجلات الانتخابية في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منتصف شهر جويلية القادم وفقا للمدة التي تم الاتفاق عليها بين الحركتين في اجتماعها الأخير بالعاصمة المصرية. وهو ما جعل عزام الأحمد يؤكد أن نتائج ما سيجري على الأرض في قطاع غزة سينعكس بشكل مباشر على ما يجري على طاولة الحوار في القاهرة. وكان حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية قام أول أمس بزيارة إلى غزة التقى خلالها بمسؤولي حكومة حركة حماس. وقال في بيان أمس ''ان عمل اللجنة يتمحور حول التحضيرات اللوجيستية والإدارية وحملات توعية المواطنين'' الذين من المقرر ان تبدأ عملية تسجيل أسمائهم خلال الاسبوع الخامس أو السادس من بدء عمل اللجنة. ووصف حنا ناصر لقاءات اللجنة مع إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بالايجابية وقال ان قرار هذا الأخير بالسماح للبدء الفعلي في عمل لجنة الانتخابات في قطاع غزة يعد ''خطوة ممتازة''. وبينما تواصل الحركتان جهودهما لترجمة اتفاق المصالحة على ارض الواقع انتقدت الجبهتان ''الشعبية'' و''الديمقراطية'' لتحرير فلسطين عدم إشراكهما في مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني المقبلة واقتصارها على هاتين الحركتين.وربطتا ضمان نجاح الحكومة القادمة بضرورة إشراك كافة القوى الوطنية الفلسطينية في هذه المشاورات. وقال صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن ''ضمان نجاح كل الاتفاقات الفلسطينية يكون من خلال إشراك كل الفصائل والقوى حتى يتم تذليل كل العقبات التي تعترض تطبيقها''. ونبه زيدان إلى أن ''استمرار الحوار الثنائي بين فتح وحماس غالبا ما تعترضه صعوبات وتتحكم فيه النظرات الفئوية لكل منهما وهو ما قد يعرقل انجاز المصالحة وتشكيل الحكومة المطلوبة، مؤكدا أهمية الشراكة بين كل القوى لتذليل الصعوبات. واكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن إعلان القاهرة ''نص على تشكيل حكومة توافق من خلال تشاور وطني ولم يشر إلى اقتصاره على حركتي فتح وحماس وهو ما تم التأكيد عليه أيضا من قبل الحركتين بان الجميع سيشارك في المشاورات''. ورأى ان الوقت لم يحن من أجل إشراك كل الفرقاء الفلسطينيين في مشاورات تشكيل الحكومة التوافقية مؤكدا انه ''خلافا لذلك تتحمل حماس وفتح مسؤولية نجاح أو فشل الحكومة القادمة''.