بعد أن أمضت عمرها وهي تتجول بين مختلف الدول الأجنبية، تعرض آخر ما جادت به أنامل المصممين العالميين في مجال الموضة، قررت أن تعود إلى وطنها وتنشئ معهدا خاصا بها، تضع فيه خبرتها وتجربتها ليستفيد منه أبناء جلدتها ... هي سادية غاي من السنغال، عارضة أزياء سابقا، وصاحبة معهد سادية للموضة والجمال، التقتها ''المساء'' مؤخرا بقصر رياس البحر تعرض بجناحها ما يعكس تقاليد وتراث السنغال من ملابس وحلي، فكان لنا معها هذا اللقاء. - حدثينا أكثر عن سادية غاي؟ * عارضة أزياء من السنغال، عملت مع الكثير من دور الأزياء العالمية في أمريكا، أوربا، واليابان، إذ تعاملت مع أسماء عالمية مشهورة، على غرار إيف سان لوران، كريستيان ديور، جيفانشي وهنغارو.... وبعد مضي 10 سنوات من العطاء، قررت العودة إلى وطني والتوقف عن مزاولة هذا النشاط. - لما اختارت سادية التوقف عن نشاطها كعارضة؟ * ربما هو الحنين إلى الوطن، فكثرة تجوالي في مختلف الدول، لم أنس وطني، حيث اخترت أخيرا العودة إليه وتكريس خبرتي لخدمة شعبي. - ما الذي تقومين به اليوم؟ * أكسبتني تجربتي الطويلة في العمل كعارضة أزياء مع مختلف دور الأزياء العالمية، خبرة في مجال الموضة، ففكرت في فتح معهد للموضة والجمال يحمل اسم ''مركب سادية''، يضمن للشباب من محبي الأزياء والموضة تكوينا في مجال الحلاقة وتصميم الأزياء، كما يعمل المعهد على تطوير الألبسة الجاهزة، مع التعريف أيضا باللباس السنغالي، كما فتحت المجال أيضا للفتيات الراغبات في أن يصبحن عارضات أزياء بلباس محترم، لإعطاء صورة جيدة عن الفتاة المسلمة. - هل تزورين الجزائر للمرة الأولى؟ * في الحقيقة، كان لي الحظ في زيارة الجزائر منذ 20 سنة مضت، إذ تجولت في صحرائها الشاسعة والتقطت بعض الصور التذكارية، غير أنني لا أعرف الكثير عنها، وعليه تعد هذه الزيارة الثانية التي سمحت لي باكتشاف هذا البلد الجميل، من خلال مشاركتي بمعرض إبداعات المرأة، حيث تعرفت على ما تزخر به الجزائر من تنوع في مجال الحلي واللباس التقليدي المختلف من منطقة لأخرى. - بالحديث عن معرض إبداعات المرأة، ما رأيك في هذه التظاهرة؟ * أعتقد أن هذه التظاهرات فعالة، كونها تفتح المجال واسعا لتبادل الخبرات والاطلاع على ثقافة وتقاليد الآخرين، وبالنسبة لي، أعتبر المعرض فرصة أُطلع فيها المجتمع الجزائري على ما توارثناه عن أجدادنا من حلي ولباس تقليدي، وبحكم أنني كنت عارضة أزياء، تعمدت من خلال المعرض إبراز عدة جوانب من زينة المرأة السنغالية، بداية بتسريحة الشعر، اللباس، والمجوهرات التي نعمل اليوم على تطويرها حتى تتماشى والموضة، دون أن أنسى القبعة التي تعد حصة من تقاليدنا. - المرأة السنغالية لا تستغني عن القبعة كأكسيسوار، فما الذي تمثله القبعة؟ * المرأة السنغالية لا تستغني مطلقا عن القبعة التي تعد رمزا يميزها، إذ تلتزم دائما بوضع شيء ما على رأسها، فالقبعة بالنسبة لنا كالخمار بالنسبة للمرأة المحجبة في المجتمع الجزائري، ومن ثمة، فالمرأة السنغالية تلتزم دائما بوضع غطاء على الرأس. كما نحب أيضا استغلال كل الألوان الفاتحة في ألبستنا؛ من القبعة وصولا إلى الحذاء، فلا يخفى عليكم أننا نعيش في بلد حار، لذا نميل إلى ارتداء الألوان الفاتحة. - وما هو لون سادية المفضل؟ * أحب اللون الأخضر، لأنه في اعتقادي لون الإسلام. -هل من كلمة أخيرة؟ * أتمنى أن تُتاح لي فرصة زيارة الجزائر مرة أخرى، لاسيما أنني اكتشفت تقاربا كبيرا من حيث الموروث التقليدي بين السنغال والجزائر.