إنه ليحزّ في القلب ويبعث على الدهشة والأسف أن يكون ناديا بحجم مولودية الجزائر ضحية صراع محتدم، تحركه المصالح الشخصية والنظرة الضيقة التي أصبحت تفرض منطقها في دواليب تسيير عميد أندية الكرة الجزائرية ذي السمعة المتجذرة في الأوساط الشعبية الرياضية بعد الدور الرياضي الرائد الذي لعبه إبان الثورة التحريرية. لقد انكشفت بوضوح، في خضم الغموض الذي يسود هذه الأيام مستقبل الفريق، نوايا بعض الأطراف بعدما وقفت سدا منيعا ضد مشروع احترافي هام بلورته وضحت من أجل تطبيقه شخصيات رياضية معروفة بحبها الشديد لألوان العميد والدفاع عن مصالحه، حيث كانت كل الآمال معلقة على هذا المشروع لمساعدة مولودية الجزائر على ترك -دون رجعة- سياسة البريكولاج التي أثرت على مجدها الرياضي وحولتها إلى نادٍ عادي غير قادر على صنع التتويجات محليا ودوليا، بل أصبح يصارع في كل موسم رياضي من أجل الحفاظ على مكانته في النخبة الكروية. لقد وصل هذا النادي إلى مرحلة حاسمة في تاريخه الرياضي تتطلب من الساهرين عليه وضع حد للطموحات الفردية التي أضرت بسمعته وتركته يواصل مشواره الرياضي في أجواء غامضة، حيث لا بد أن يسمحوا بتحويله إلى ناد محترف بأتم معنى الكلمة وجعله يساير دون أية صعوبة التحولات الكبيرة التي تشهدها منذ سنتين الكرة الجزائرية في المجالين التنظيمي والتنافسي. وتخشى الآن الأوساط الرياضية للعميد أن يتولد عن هذه الأزمة وقوع نتائج وخيمة على مسيرة الفريق في البطولة القادمة بسبب تردد كوادره في تجديد عقودهم وتأخر انطلاق عملية استقدام اللاعبين الجدد الذين يطمحون في حمل ألوان الفريق، وقد تراجع البعض منهم في الانضمام إلى صفوفه خوفا على مستقبلهم الكروي، ولا ندري كيف سيتوصل المسيرون في وقت قصير جدا إلى إعادة بناء كل ما هدمته النظرة الضيقة لمستقبل مولودية الجزائر.