بعد الضيق يأتي الفرج، قول ينطبق على مولودية الجزائر التي تحسنت أمورها على كل المستويات، وزالت كل التخوفات التي كانت تنتاب لاعبيها ومسيريها وأوساطها الرياضية، وإن كان الواقع يحتم على ''العميد'' البقاء دائما في هرم البطولة الوطنية، لاعتبارات مرتبطة بتاريخ النادي وبسمعته وبالوسائل المادية الكبيرة التي يستفيد منها في كل موسم، لكن النجاحات كثيرا ما يأخذ مكانها الإخفاق الذي يحدث بسبب سوء التسيير أو ضعف التعداد الذي يعد المعيار الحقيقي لقياس مسيرة مولودية الجزائر في الموسم الجاري. ويبدو أن مولودية الجزائر وجدت في منافسة رابطة أبطال إفريقيا فرصة سانحة لإنقاذ مسيرتها السيئة في الرابطة الاحترافية الأولى بعدما بلغ فريقها دور المجموعات، حيث تستعد للرمي بكل ثقلها من أجل تسجيل إسمها بأحرف من ذهب في هذه المنافسة القارية التي عادة ما لا يرجع التتويج بلقبها سوى للأندية القوية. ويتمنى أنصار مولودية الجزائر أن يكون فريقهم قد خرج نهائيا من النفق المظلم الذي كان واقعا فيه، بعد التأهل إلى دور المجموعات وتسجيل نتيجتين إيجابيتين متتاليتين في البطولة، الأولى في برج بوعريرج، حيث فرض التعادل على تشكيلة ''الجراد الأصفر'' وخرج بعد ذلك فائزا في ''الداربي'' العاصمي الصعب أمام غريمه اتحاد الجزائر، ولا شك أن هذا الانتصار الأخير له طعم خاص، كونه تحقق أمام منافس جار ومهدد بالسقوط، فضلا عن أنه سمح بتجاوز تشكيلة ''سوسطارة'' في الترتيب. والآن وقد زادت حظوظ الفريق في الابتعاد عن منطقة الخطر، فإن الأجواء لا يمكن سوى أن تكون ممتازة في صفوف اللاعبين، الذين استعادوا تدريجيا الثقة في إمكانياتهم وسيساعدهم ذلك في التركيز جيدا على ما تبقى من عمر البطولة، لا سيما وأن ''العميد'' تنقصه مباراة سيلعبها ضد رائد المجموعة جمعية الشلف. وتجمع كل الآراء على أن مجيء المدرب نور الدين زكري كان بمثابة فأل خير على الفريق، الذي سجل تحت قيادته نتائج طيبة، بل أرجع الروح القتالية التي كانت تنقص لاعبيه وأثبت أن بقليل من الإرادة يمكن التغلب على الصعاب، وبدا للأنصار وكأن ما كان يحدث لتشكيلتهم من مساوئ في عهد المدرب السابق الآن ميشال أصبح من الماضي، وينعت الجميع نور الدين زكري حاليا بالرجل القوي في مولودية الجزائر، حيث نال ثقة الأنصار الذين ثمنوا العمل الكبير الذي يقوم به هذا التقني، الذي أعاد في ظرف قصير الأمل إلى فريقهم ومكنه من رفع حظوظه في البقاء ضمن الرابطة الاحترافية الأولى والتموقع مع الكبار في المنافسة الإفريقية، التي قال بشأنها زكري : '' وقعنا في مجموعة صعبة لكن حظوظنا كبيرة في التأهل إلى الدور الثاني.. البعض يريد الإنقاص من حظوظنا في هذه المجموعة لمجرد وجود الأهلي المصري معنا، بينما الحقيقية أن هذا الأخير فقد كثيرا من قوته ولم يعد تلك التشكيلة القوية التي كانت تسيطر على المنافسات القاري، وهذا ما سيحفزنا على اللعب بقوة في هذه المجموعة التي أتوقع أن يبرز فيها أيضا الترجي التونسي ." وبالتأكيد، فإن أمام مولودية الجزائر الوقت الكافي للتفكير في هذا الموعد، لأن ما يهمها في هذه المرحلة هو الابتعاد عن منطقة الخطر ضمن البطولة الوطنية.