تنطلق اليوم عملية التصحيح الفعلي لأوراق مترشحي الباكالوريا عبر كافة مراكز التصحيح ال52 المنتشرة على المستوى الوطني والتي ستدوم إلى غاية ال 26 جوان الجاري تاريخ تسليم قرص علامات المترشحين إلى المركز الوطني للتجميع وإعلان النتائج، وهذا بعدما باشر الأساتذة المصححون، أول أمس، دراسة سلم التنقيط والأجوبة النموذجية وكذا القيام بعمليات تصحيح نموذجية لأوراق المترشحين. وقد ميز الانطلاق الرسمي لعملية التصحيح بالعاصمة التي حضرتها ''المساء'' من بدايتها، إجراءات أمنية مشددة على مراكز التصحيح من قبل أفراد الشرطة لضمان الأمن للأساتذة المصححين الذين تم استقبالهم، أول أمس، من قبل رؤساء المراكز في ظروف جيدة وفرت لها وزارة التربية الوطنية كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاحها. وكغيره من المراكز؛ عرف مركز ابن الهيثم بالرويسو تجمع العديد من المصححين للاستماع إلى توجيهات رئيس المركز واستلام خارطة العمل بهدف ضمان السير الحسن لهذه العملية ليتنقل بعدها الأساتذة إلى القاعات المخصصة لهم لمناقشة سلم التنقيط والأجوبة النموذجية المقدمة من قبل الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات. وفي لقاء مع ''المساء''؛ كشف رئيس مركز ابن الهيثم، السيد عبد الحفيظ عاشر، عن كل تفاصيل عملية تصحيح أوراق المترشحين والظروف التي تسير فيها هذه العملية، حيث أوضح أن التوقيت الرسمي لهذه العملية يبدأ من الساعة السابعة والنصف صباحا إلى غاية الساعة الثانية زوالا يتجمع خلالها المصححون في قاعات تضم كل واحدة 25 مصححا يشرف عليهم رئيس لجنة يقوم بتوزيع الأوراق على المصححين في شكل حزم تضم كل واحدة 160 ورقة إجابة. كما أضاف المتحدث أن المصحح يقوم بعد استلام الأوراق بإعادة حسابها والتأكد من مطابقة أرقامها التسلسلية برقم الإغفال الذي يكون على ظهر كل حزمة أوراق، لتبدأ المرحلة الأولى من عملية التصحيح وإعطاء النقاط الجزئية على كل تمرين من أسئلة الامتحان وجمعها وكتابة العلامة النهائية، التي يجب أن تتضمن -حسب المتحدث- أربعة أرقام (مثلا 4 على 20 تكتب 00,04) وتكون بخط واضح مع التأكد من رقم تسلسل المترشح. وأوضح المتحدث أن المصحح يسلم الأوراق المصححة فيما بعد إلى رئيس اللجنة الذي يتأكد هو الآخر من ورقة التنقيط ويسلمها بدوره إلى الكاتب الموجود على مستوى كل قاعة تصحيح الذي يقوم بمراقبة مجاميع النقاط وهي المراقبة التي أوضح المتحدث أنها أول مراقبة تتم داخل قاعة التصحيح، مضيفا أن اكتشاف أي خطأ في مجاميع النقاط يتم العودة خلالها إلى المصحح الذي يصحح الخطأ ويمضي عليه لتأكيد التصحيح. وحسب رئيس المركز؛ فإن الأوراق المصححة في المرحلة الأولى يتم تسيلمها فيما بعد إلى منسق المادة الذي يتواصل مباشرة مع أمانة المركز التي تقوم بتسجيل العلامات النهائية وتحولها مباشرة إلى خلية المراقبة التي يشرف عليها النائب الثالث لرئيس المركز، حيث تقوم هذه الخلية المتكونة من 12 كاتبا بمراقبة مجاميع النقاط من قبل ثلاثة كتاب مختلفين للتدقيق فيها قبل إدخالها إلى خلية تسجيل النقاط على أجهزة الإعلام الآلي، التي يشرف عليها مهندسان في الإعلام الآلي، ثم تسلم إلى أرشيف الأمانة الرئيسية لمركز التصحيح. ولمراقبة عمل المصححين والوقوف على درجة تركيزهم وضمان مصداقية عملية التصحيح؛ كشف رئيس المركز أن المرحلة الأولى من التصحيح توازيها عملية تصحيح أخرى يقوم بها مصححون مقومون وهم أساتذة ذوو كفاءة عالية وهو إجراء اعتمدته وزارة التربية الوطنية منذ 2009 بهدف مقارنة تصحيح المقوم والمصحح، حيث يقوم هؤلاء بتصحيح عينة من عشر أوراق من كل رزمة مسلمة لكل مصحح داخل حجرة بعيدة عن قاعة التصحيح، وحسب السيد عبد الحفيظ عاشر؛ فإن السير الحسن لعملية التصحيح تظهر إذا تقاربت النقاط بين تصحيح المصحح والمقوم. وكشف المتحدث أن عملية التصحيح الثاني تنطلق بمجرد الوصول إلى نسبة 75 بالمائة من التصحيح الأول، وتسلم الأوراق إلى المصحح الثاني الذي يكون في قاعة تصحيح مغايرة ومن ثانوية مخالفة لثانوية المصحح الأول ومنطقته التعليمية. ونفى السيد عبد الحفيظ عاشر أن تكون وزارة التربية قد أجبرت مراكز التصحيح بالقيام بالتصحيح الثالث للورقة مثلما تداولته بعض وسائل الإعلام في وقت سابق، مؤكدا أن اللجوء إلى التصحيح الثالث لا يكون إلا في حالة ظهور فارق في عدد النقاط بين المصحح الأول والثاني تتجاوز 5,3 نقاط في المواد العلمية والتقنية و4 نقاط في المواد الأدبية أو في حالة وجود نسبة فروق أكبر من 25 بالمائة في حزمة الأوراق المسلمة للمصحح. كما أضاف أن التصحيح الثالث يتكفل به مصححون ذوو كفاءة وخبرة لتحديد الخطأ، فيما يتم توقيف المصحح الذي لم يقم بواجبه مع عدم تعويضه ويقوم رئيس لجنة التصحيح -في هذا الصدد- بتحرير تقرير كتابي يصادق عليه رئيس المركز ويسجل المصحح المقصر في القائمة السوداء ويتم طرده من المركز. وأوضح السيد عاشر أن هذه الفوارق في النقاط يقوم باكتشافها نظام مثبت على مستوى أجهزة الإعلام الآلي خاص بوزارة التربية الذي يسهل عملية اكتشاف هذه الفوارق. وعن كيفية اكتشاف الغش وسط المترشحين؛ كشف السيد عبد الحفيظ عاشر أن المصحح لا يتخذ أي إجراء إلا عند التأكد من خلل في رقم الإغفال أو في حال وجود كتابات مختلفة في ورقة إجابة واحدة أو نقص الإمضاء في وثيقة أو عدة وثائق أو وجود علامات مشبوهة في ورقة الإجابة، مؤكدا أن حالة الغش لا تدرس إلا بعد تقديم تقرير كتابي من قبل المصحح ورئيس لجنة التصحيح ورئيس المركز ليتم بعد ذلك بتحويل الملف إلى مركز التجميع للإغفال أو الفرع المعني ليقوم بمباشرة التحقيق وإعلان نتائجه لرئيس مركز التصحيح. وبعد انتهاء عمليات التصحيح تحول علامات المترشحين على شكل قرص مضغوط إلى المركز الوطني للتجميع وإعلان النتائج لتغلق مراكز التصحيح أبوابها. يذكر أن وزارة التربية الوطنية جندت لعملية تصحيح أوراق إجابات مترشحي الباكالوريا 40 ألف أستاذ على المستوى الوطني موزعين على 52 مركز تصحيح على أن يتم الإعلان النهائي عن النتائج يوم 2 جويلية القادم.