دعا المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين في ''بيان النصيحة'' الذي توج أشغال اجتماعه، أول أمس، إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الأوطان وحقن دماء الشعوب واعتبارها خطا أحمر، محذرا من مخاطر التدخل الأجنبي ''الذي يكفيه الإفادة من النزاعات الداخلية''. وشدد مكتب الجمعية في البيان الذي وقعه رئيس الجمعية الدكتور عبد الرزاق قسوم على ضرورة حماية المكاسب الشرعية التي حققتها الشعوب العربية في نضالاتها، وعدم التفريط فيها، ودعا إلى احترام إرادة الشعوب السياسية من خلال الارتقاء إلى ثقافة التداول السلمي على السلطة، وإيجاد حلول حاسمة للمشكلات الاجتماعية من خلال التركيز على التنمية الشاملة. وانتقد مكتب جمعية العلماء المسلمين الواقع الثقافي والسياسي والاجتماعي، والاقتصادي في البلاد العربية والإسلامية واعتبر أن هذه الأخيرة ''تمر بمخاض عسير يوشك أن يخرج للناس آفات لا قبل لهم بها، إن لم يحسنوا التعامل معه''، مشيرا إلى انتشار مظاهر الانحراف الاجتماعي كالتفكك الأسري، واعتداء الفروع على الأصول، وانتشار تعاطي المخدرات، وتفشي العدوانية، وغلبة اليأس على كثير من النفوس، وشيوع الانتحار بين الشباب والأطفال، وما يصاحبها من مظاهر الفساد السياسي كاستبداد النظم القائمة، وتهميش الطاقات الصامتة، والتحايل على الإرادة الشعبية وتعريض الأوطان إلى الانقسام. وأوضح المكتب أن هذا الواقع المرير هيأ الناس للاستبشار خيرا بما يحمله الحراك التغييري السلمي، ''غير أن البشرى تكاد تنقلب إلى حسرة في تونس، ليبيا، مصر، وسوريا'' وأصبحت الفتن تتهدد الشعوب العربية. كما أكد المكتب ضمن جملة الوصايا التي حملها بيانه ضرورة صوغ منظومة القيم ''التي يتعرض صرحها للتحطيم'' والتفكير في منهج تربوي يعيد بناء المواطن وفق المرجعية الوطنية العربية الإسلامية، داعيا العلماء إلى تحمل مسؤولياتهم الحضارية بالمحافظة على استقلاليتهم.