تنظم اليوم الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة الملتقى الوطني الأول حول واقع وآفاق المقروئية في الجزائر، بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة. وحسب ما جاء على لسان أحد أعضائها الدكتور عبد الحميد إسكندر، فقد تم اختيار هذا الموضوع للنقاش والدراسة كون المقروئية في الجزائر عانت وما زالت تعاني من نقص رهيب لأسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية. وباعتبار المقروئية فضاء حضاريا للشعوب وسبيلا لارتقاء وتطوير لغة الأم إلى لغة الإبداع والتجديد، والوصول بها إلى مصاف اللغات العالمية، سيحاول الملتقى الإجابة عن جملة من التساؤلات، أبرزها معرفة واقع وآفاق المقروئية في الجزائر بين مختلف طبقات وفئات المجتمع، وهل هي أزمة الكتاب، أو القارئ، أو النوعية، أو اللغة أو الأسعار؟، مع تناول لغة المقروئية وتوجهاتها الفكرية من موقع المؤسسات التربوية والجامعية، ووسائل الإعلام ودورها في ترسيخ المقروئية، وهذا من خلال معرفة الأسباب الحقيقية للعزوف عن القراءة في وسط المجتمع الجزائري بشكل عام، وبين فئة الشباب بشكل خاص، بالإضافة إلى التطرق لنوعية الإنتاج الفكري والثقافي الذي يقدمه المثقف الجزائري للقارئ، وكذا إبراز آفاق رد الاعتبار للكتاب والمقروئية، من خلال تدخل الجهات الرسمية لتشجيع الكتاب ودعم صناعته، بتفعيل دور المدرسة في مجال المطالعة واستعادة المكتبات لدورها في توفير الكتاب للقراء. وحتى تكون النتائج التي سوف تتولد عن هذا الملتقى واقعية، فإن الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة سوف تستعين بخدمات مركز دراسات متخصص في الاستطلاعات والاستقصاءات للقيام بدراسة ميدانية حول المقروئية في الجزائر، وستقدم في هذا الملتقى نتائج هذا الاستطلاع والدراسة.