كشف وزير المجاهدين، السيد محمد الشريف عباس، أمس، عن إنجاز أكثر من 100 شريط وثائقي وتنظيم 400 ملتقى في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، مشيرا إلى أن التحضيرات لهذه المناسبة بلغت مرحلة اللمسات الأخيرة، محذرا بالمناسبة من الكتابات التي تصدر وراء البحار وتحمل مغالطات لأنها تساوي بين الضحية والجلاد. وأوضح الوزير في حديثه لبرنامج "حوار اليوم" للقناة الإذاعية الأولى، أن التحضيرات الخاصة بإحياء الذكرى الخمسين للاستقلال والتي أعد في إطارها برنامج ثري عبر الوطن على مدار سنة كاملة، توشك على انتهائها، حيث تستعد كل محطة معنية بهذا الحدث للإدلاء بما لديها للمواطنين، معتبرا أنه مهما تم التحضير لهذه الذكرى "فلن نوفيها حقها كونها نتاج نضال وكفاح مرير وثمرة تضحيات الشهداء الأبرار". ولدى تطرقه إلى أهم الأعمال والنشاطات المخلدة للذكرى، ذكر السيد عباس بعض الأعمال التي تم إعدادها في مجال السمعي البصري، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تتلخص في عرض أكثر من 100 شريط وثائقي يقدم كفاح وبطولات الشعب الجزائري، وذلك بالتنسيق بين وزارتي المجاهدين والثقافة. كما يتضمن البرنامج عرض أفلام طويلة تبث على مدار سنة كاملة من الاحتفالية لتعريف الجيل الجديد برموز الثورة التحريرية، ومن بين هذه الأفلام ما تم إنجازه مثل فيلم مصطفى بن بولعيد وفيلم عن أحمد زبانة، ومنها ما هو في طور الإنجاز مثل فيلم يجسد شخصية كريم بلقاسم وفيلم آخر عن العقيد لطفي وكذا فيلم عن العربي بن مهيدي وغيرها من الأفلام. وأشار ممثل الحكومة إلى أن الاحتفال بالخمسينية سيتميز أيضا بإقامة معالم تذكارية ثابتة في كل عواصمالولايات، لاسيما في الجزائر العاصمة التي ستشهد تدشين معلم تذكاري ضخم في واجهة المطار الدولي وهو عبارة عن زهرة أقحوان مصنوعة من البرونز وفيها 50 ورقة، ويجري حاليا إتمام إنجاز هذا المعلم خارج الوطن. وبخصوص مشروع إنشاء قناة تلفزيونية أو إذاعية تعنى بتاريخ الجزائر، اعتبر وزير المجاهدين أن ذلك ليس بالأمر السهل خاصة وأنها تحتاج إلى تموين بصورة دائمة ومكثفة بالمادة الإعلامية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "الإمكانيات المادية والبشرية لإنشاء هذا النوع من القنوات متوفرة، غير أن تنظيمها وتسييرها ليس سهلا". وأوضح المتحدث أن تمديد الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال لمدة سنة يهدف إلى إعطاء الفرصة لاستكمال كل النشاطات المبرمجة من أفلام وأشرطة ونشاطات أخرى، موضحا بأن الذكرى ستشهد تنظيم ندوات وملتقيات وطنية ودولية يتجاوز عددها 400 ملتقى تخصص جميعها لتاريخ الثورة ومرحلة البناء الوطني، إلى جانب عرض سلسلة من المحاضرات تنظم خارج الوطن بالتنسيق مع السفارات والقنصليات الجزائرية في الخارج، وكذا تنظيم معرض للذاكرة والإنجازات في قصر المعارض، تعرض خلاله كل وزارة على مدار 15 يوما أهم إنجازاتها خلال ال50 سنة. وفضلا عن النشاطات الفكرية، سيتم -حسب الوزير- تنظيم نشاطات رياضية متنوعة موجهة للشباب على جميع المستويات وبكافة ولايات الوطن بينما سيتميز الاحتفال الرسمي ب«الجزائريات" بملعب 5 جويلية بالعاصمة. ووجه الوزير، بالمناسبة، دعوة إلى كل من عايش الثورة التحريرية لكتابة مذكراتهم، وجدد استعداد الوزارة لطبعها على نفقتها الخاصة، مؤكدا حاجة كتابة تاريخ ثورة التحرير المباركة إلى مادة أولية. وأشار في نفس السياق إلى أنه تم بالمناسبة إعداد وبرمجة 500 عنوان بين ماهو جديد وما أعيد طبعه، فضلا عن العمل الذي يشرف قطاعه على إنجازه والمتمثل في سلسلة عن "أمجاد الجزائر"، وكشف من جانب آخر بأن وزارته تعاني في مجال كتابة التاريخ من وجود كتابات تصدر وراء البحار "وتساوي بين الضحية والجلاد"، من خلال جعلها مقاومة الشعب الجزائري ونضالاته ومعاناته متساوية مع الطرف المستعمر، معتبرا ذلك تغليطا، فيما أكد في المقابل وجود أسماء جزائرية تكتب في هذا المجال كتابات نزيهة. وفي رده عن سؤال حول عدد الكتب التي سيصدرها قطاعه أوضح السيد عباس أن "عدد الإصدارات لا يهم بقدر ما يهم مستوى محتوى هذه المطبوعات". وبخصوص مسألة استرجاع أرشيف الجزائر الموجود في فرنسا، أوضح الوزير أن الجزائر لم تستعد من أرشيفها سوى القليل، في حين اعتبر ما أدلى به الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من تصريحات في حملته الانتخابية حول العلاقات الجزائرية- الفرنسية أمرا مشجعا، مؤكدا في المقابل بأن "الجزائر تنتظر منه اليوم الأفعال الملموسة لا الأقوال".