واصل تنظيم أنصار الدين الإسلامي المتطرف في مالي، أمس، لليوم الثاني عملية تدمير أضرحة لأولياء الله الصالحين في هذه المدينة التاريخية في شمال مالي غير عابئ بالنداءات الدولية التي طالبت بالمحافظة على هذا الإرث الحضاري الإسلامي والعالمي. وتحركت الحكومة المالية الانتقالية باتجاه الأممالمتحدة من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة بعد إقدام هذا التنظيم المتطرف على تدمير ما تبقى من أضرحة صمدت لقرون عندما كانت المدينة وكل المنطقة نقطة التقاء للتجار وعلماء الدين من مختلف البلدان الإسلامية وإفريقيا. والمفارقة أن التنظيمات الإرهابية التي بسطت سيطرتها على ولايات شمال مالي قررت هدم هذه الأضرحة والزوايا في نفس اليوم الذي أدرجتها منظمة الثقافة والتربية والعلوم الأممية "يونيسكو" ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالاندثار ودعت إلى المحافظة عليه وإعادة ترميمه. وقالت فاطمة ديالو، وزيرة السياحة والثقافة المالية، في نداء إلى الأممالمتحدة خلال ندوة لمنظمة "يونيسكو" المنعقدة بمدينة سان بترسبروغ الروسية إن "باماكو تناشد الأممالمتحدة اتخاذ إجراءات استعجاليه ملموسة من أجل وضع حد لجرائم تقترف ضد الإرث الثقافي للسكان المحليين". والتزم الحاضرون في هذه الندوة الدولية مباشرة بعد كلمة وزيرة السياحة والثقافة المالية دقيقة صمت في ذكرى هذه الأضرحة المدمرة. وكانت جماعة أنصار الدين الإسلامية قد أكدت أن كل الأضرحة المنتشرة في تومبوكتو سيتم تدميرها انتقاما لقرار اليونيسكو بإدراجها ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي بمبرر أنها لا تعترف بهذه المنظمة الدولية وأنها تصرفت باسم الله. وأقدمت عناصر الجماعة، أمس، على تدمير ضريح الشيخ الكبير الواقع داخل محيط مقبرة "جنغاريبر" جنوبالمدينة بعد إقدامها على تدمير أضرحة أولياء الله الصالحين سيدي محمود في شمال المدينة وسيدي مختار في شمالها الشرقي والفا كويا في شرقها. وقال شهود عيان إن سكان المدينة بقوا في موقع المتفرج غير القادر على صد هجمات هؤلاء المسلحين الذين عملوا منذ بسط سيطرتهم على شمال البلاد على فرض الشريعة الإسلامية كمصدر وحيد للتشريع وقد حرموا مشاهدة التلفزيون ومقابلات كرة القدم وأغلقوا الحانات في مدينة كانت تعرف باسم "مدينة 333 ولي صالح".