أسدل الستار على فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال34، حيث أحيا حفل سهرة الاختتام الفنان الكويتي عبد الله الرويشد إلى جانب نخبة من الفنانين الجزائريين الذين يمثلون طبوع الراي، السطايفي والقبائلي. وعرفت الليلة الختامية حضورا جماهيريا مميزا لم يسبق أن استقطبته السهرات السبع الماضية، حيث غصت به مدرجات المسرح الجديد بالمدينة الأثرية ثاموقادي. وكان الفنان عبد الله الرويشد أول من اعتلى منصة المسرح الجديد لمقابلة الجمهور، حيث اتخذ من هذا المهرجان مقياسا لمعرفة حجم نجوميته لدى الجمهور الجزائري، وكذا لتقديم أحدث أعماله الفنية التي استهلها بأغنية "اسمر" ليدغدغ شعور الشباب بالمدرجات الذي طلب معاودة موالها فنزل عند رغبته الفنان الكويتي الذي أطرب وأبدع بتوظيف الأغنية الخليجية. وأكد الفنان الكويتي عبد الله الرويشد أن تلبية دعوته لتنشيط سهرة اختتام فعاليات الطبعة الرابعة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي تعد أصدق تعبير منه لمشاركة الجزائريين أفراحهم في احتفالية خمسينية الاستقلال. وأوضح في ندوة صحفية نشطها على هامش الحفل بتيمقاد أنه بذلك يكون قد مثل بحضوره الشعب الكويتي، مشيرا إلى أهمية هذه المهرجانات في تعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين الجزائري والكويتي من خلال رسالة الفن.وبعدما امتحن قدراته فوق المنصة في مواجهة جمهور لا يعرف عنه سوى ما سمع عنه ثمن دور الجمهور، وقال إن السهرة تعد واحدة من أقوى حفلاته وهي الأولى له بمهرجان تيمقاد الذي خرجت منه أعداد كبيرة من الذين اختاروا طبق الأغنية الخليجية الوحيد في هذه الدورة منتشين بأعذب الأغاني التي قدمها "الرويشد" خلال هذه الليلة. وكان "الرويشد" قد استحضر وفاة وردة الجزائرية وترحم عليها في هذه الندوة، معبرا عن إعجابه بأغانيها كمواطن عربي أولا قبل أن يكون فنانا خليجيا، كما عبر عن سعادته بالمشاركة ضمن فعاليات طبعة مهرجان تيمقاد خاصة وأن ما يعرفه عن الشعب الجزائري هو عشقه وتذوقه للفن الراقي والجميل. كما لم يخف إعجابه باللون الجزائري، وعبر عن استعداده التعاون مع ملحنين وكتاب جزائريين وأشار إلى أنه لا يعرف أيا من الشعراء أو كتاب الكلمات في الجزائر لكنه أبدى استعداده لتقديم اللون الجزائر كلما أتيحت له فرص تجسيد المشروع الفني. وفي ختام الندوة أعرب عن سعادته بملاقاة جمهور تيمقاد مشيدا بحفاوة الاستقبال التي حظي بها واعدا بزيارات أخرى في إطار عديد الفرص التي تتيحها المهرجانات والدورات الفنية.بعدها أطل حكيم الباتني بروائعه القديمة التي أطربت الجمهور من خلال باكورة أعماله مع فرقة الكاهنا. كما استحضر أغنية للراحل حسني.كما أطرب الفنان القبائلي رابح عصمة في ثاني ظهور له بالمدينة الأثرية بتاموقادي الجمهور على طريقته الخاصة على الإيقاع القبائلي الراقص الذي حول المدرجات إلى ركح متحرك راقص. وبعده حضرت الأغنية السطايفية وكان صاحب رائعة "الدودة" الشاب عراس في الموعد وأضفى جماليات على السهرة عندما تجاوب معه الجمهور الذي ردد أغانيه التي يحفظها عن ظهر قلب.ثم جاء دور "كادير الجابوني" الذي اهتزت المدرجات لظهوره وانساق مع الجمهور الذي راح يردد أغانيه ويتفاعل معها في لحظات صنعها كادير الجابوني الذي قدم مجموعة من أغانيه المعروفة والمشهورة لدى عشاقه. ورقص الجمهور على إيقاع أغاني الجابوني إلى ساعة متأخرة من الليل دون أن يأبه بالوقت حيث استطاع هذا المغني أن يلج قلوب الحاضرين الذين أمتعهم أيما إمتاع وقد نزل عند رغبات عشاقه وأدى أغانيه بامتياز ورددها معه الجمهور لتنتهي السهرة في أجواء رائعة بعد 08 أيام من عمر المهرجان. وأسدل الستار على فعاليات الطبعة الرابعة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي في أجواء من الفرحة صنعت ربيع المهرجان من أطلال تاموقادي في سهرة ختام بباقة جمعت بين التقليد في أصالة تراث المنطقة والتجديد والتنوع الفني في نقلة نوعية امتدت للمشاركة العربية وبروز النغمة الخليجية.