يحتفل الإعلاميون الجزائريون اليوم السبت بعيدهم العالمي في أجواء تتميز بوجود أفاق نحو إيجاد حلول لكل المشاكل التي يعاني منها أهل مهنة المتاعب بما في ذلك قضية سجن الصحفي، التي أعلن وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة أنها توجد محل نقاش عام في الساحة الوطنية· ويتطلع الصحافيون إلى فتح المشاركة في النقاش المفتوح الذي تعتزم وزارة الاتصال فتحه في إطار البحث عن حلول لكل المشاكل التي تعترض العمل الصحفي وتطور القطاع بصفة عامة· وينتظر ان تعرف الساحة الإعلامية في الأيام القادمة فتح ورشات تخصص لمناقشة كل القضايا المرتبطة بتطوير المهنة من جميع النواحي ومعاجلة الاختلالات الناجمة عن إلغاء المجلس الأعلى للإعلام· وقال السيد بوكرزازة في تصريح صحفي قبل أيام أن الحكومة أعطت الضوء الأخضر للوزارة لفتح ورشات عمل مع الإعلاميين تسمح بمناقشة كل ما من شانه ان يساهم في تطوير القطاع ضمن الاستراتيجية الوطنية المسطرة في هذا الشأن والتي ترمي الى الاهتمام بجميع الجوانب التي تسمح بالارتقاء بالمهنة إلى الاحترافية· وما يميز الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير لهذه السنة أيضا هو التطور النوعي في مجال المنظومة القانونية المتعلقة بحماية الصحافيين حيث اعتمدت الحكومة مرسوما تنفيذيا يهدف الى تحسين وضعيتهم المهنية والاجتماعية· ويهدف هذا النص المصادق عليه من طرف مجلس الحكومة الى "ترقية" مهنة الصحفي من خلال الإجراءات المشجعة على غرار حق الحصول على بطاقة مهنية واحترام الملكية الفكرية والحق في التكوين والترقية والحماية الاجتماعية·ويعزز أيضا الترتيب القانوني الذي يحمي الصحفي من اعمال العنف والاعتداءات وكل الضغوطات التي يمكن ان تمارس عليه أثناء بحثه عن مصادر معلومات· ومن حق الصحفي ايضا الاستفادة من عقد تأمين إضافي من اجل تغطية الأحداث التي يمكن ان تشكل خطرا على حياته مثل الحروب وتغطية الأزمات· ولقي اعتماد الحكومة على هذا النص ترحيبا من طرف اهل المهنة وأعربت النقابة الوطنية للصحفيين الجزائريين عن ارتياحها لصدور هذا التشريع واعتبرته "مكسبا ثمينا" للصحافيين· وأضافت النقابة أن هذا المرسوم يمنح "هوية قانونية" للصحفي الجزائري ويشكل "أداة فعالة" من أجل "حماية اجتماعية ومهنية أفضل" للصحفي كما أنه يمثل "إطارا قانونيا وتنظيميا قصد الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للصحفي بشكل أفضل" · ورأت الفيدرالية الدولية في مصادقة الحكومة على النص تطورا نوعيا في توضيح علاقات العمل بين الصحافي والمؤسسات الإعلامية واصفة في بيان لها صدوره ب"المنعرج الكبير" · ويعد الاحتفال بهذه الذكرى ايضا فرصة لتقييم ما تم انجازه خاصة في عهد التعددية السياسية والتطور الذي عرفه القطاع بعد 18 سنة من ميلاد الصحافة الخاصة وما حملته هذه الاخيرة اضافة للحقل الاعلامي وساهمت بعد ذلك في مكافحة الارهاب والمحافظة على مؤسسات الدولة، ودفع الصحافيون غاليا من اجل ذلك حيث سقط أزيد من 100 صحافي على أيدي الإرهابيين خلال العشرية الحمراء· وتقييم الوضع الإعلامي اليوم لا يمكن حصره في التضحيات فقط ولكن هناك جانب مهم أيضا في هذه العملية ويقصد هنا ما تزخر به الساحة الإعلامية من نشريات ودوريات· وأشارت اخر إحصائيات قامت بها وزارة الاتصال الى ثراء وتنوع المجال الإعلامي الجزائري حيث يضم 291 عنوانا للصحافة الوطنية بمعدل سحب يومي يضاهي 2.3 مليون نسخة· ومن مجموع 291 عنوان هناك 65 يومية من بينها 57 عامة و3 اقتصادية و5 رياضية بمعدل سحب يصل الى 2.1 مليون نسخة· ومن بين 65 يومية 32 عنوان يصدر باللغة العربية بسحب يتجاوز 1.2 مليون نسخة و33 عنوان صادر باللغة الفرنسية بسحب يقدر ب 900 ألف نسخة يوميا· أما الأسبوعيات فقد أحصت الوزارة 89 عنوانا منها 76 دورية متخصصة و137 مجلة بصدور غير منتظم· وفي المجال السمعي البصري دعمت الساحة الوطنية ب 38 إذاعة في مختلف ولايات البلاد مع نسبة استماع ومتابعة تقدر ب70 بالمئة من السكان في انتظار إطلاق نحو 11 إذاعة أخرى خلال السداسي الأول من السنة المقبلة·ولن يمر الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير دون إثارة ملف فتح المجال السمعي البصري، واذا كان الجميع يجمع على ضرورة اتخاذ هذه الخطوة فان الكل ايضا يتفق على ان اتخاذ مثل هذا الإجراء لا يتم الا بإعداد الظروف المناسبة لذلك بالنظر الى ما يمثله هذا القطاع من حساسية·