نددت الحكومة الصحراوية ب«التعنت الخطير" الذي تمارسه السلطات المغربية إزاء القضية الصحراوية والذي يقف عائقا في وجه مساعي التسوية الأممية لتصفية آخر قضية استعمار في القارة الإفريقية. وطالبت الحكومة الصحراوية في بيان أصدرته أول أمس مجلس الأمن الدولي ب«تفعيل توصيات الأمين العام للأمم المتحدة وقرار المجلس الأخير القاضي بضرورة تمكين بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" من القيام بعملها كاملا كبعثة دولية وخاصة مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية"، وذكر البيان بسياسة العرقلة المغربية المتمثلة في رفض التعاون مع السفير الأمريكي كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي. وجددت الحكومة الصحراوية تهنئة المتعاونين الأوروبيين العاملين في مخيمات اللاجئين الصحراويين وعائلاتهم على إطلاق سراحهم -مؤخرا- في نفس الوقت الذي جددت فيه التنديد بمثل "هذا العمل الجبان الذي نفذته جماعات على صلة وثيقة بتجارة المخدرات التي تعتبر المملكة المغربية من أكبر المنتجين والمصدرين لها". وأشادت الحكومة الصحراوية في بيانها بالاهتمام الكبير الذي حظيت به البعثة الصحراوية في القمة الأفريقية الأخيرة، معبرة عن ارتياحها إزاء المكانة التي أصبحت تتبوأها الدولة الصحراوية داخل الاتحاد الإفريقي. وفي سياق اتساع دائرة التضامن مع الشعب الصحراوي، وافق البرلمان الجهوي لمنطقة توسكانا الإيطالية على تأسيس مجموعة برلمانية للتضامن مع شعب الصحراء الغربية، أطلقت عليها اسم "السلام للشعب الصحراوي". وصادق البرلمان الجهوي لمنطقة توسكانا المتكون من 51 عضوا بأغلبية أعضائه على تأسيس المجموعة البرلمانية وتم التوقيع على ذلك خلال حفل استقبال لأطفال صحراويين بحضور ممثل جبهة البوليزاريو بالمنطقة. وأبرز نائب رئيس البرلمان الجهوي لمنطقة توسكانا في ندوة صحفية أنه "بإمكان الشعب الصحراوي أن يعول دائما على الدعم السياسي والإنساني الذي تقدمه له منطقة توسكانا". في سياق متصل، التقى نيشي فاندولا، رئيس منطقة بوليا الإيطالية من الحزب الديمقراطي (اليسار) بمقر المنطقة، مجموعة أطفال صحراويين في إطار مشروع "سفراء السلام الصغار". وأكد فاندولا خلال اللقاء أن منطقة بوليا "صديقة الشعب الصحراوي" وقال إن "مسار دمقرطة المغرب لا يمكن أن يكون فعليا إذا لم يعترف بمسألة حقوق الشعب الصحراوي". وأشار إلى أن "الأشخاص المحرومين من حقهم في وطن وأرض يتقاسمون ميزة مشتركة وهي التعطش للعدالة... وهؤلاء الأطفال الذين نستضيفهم اليوم فقدوا حقوقهم كونهم لم يحصلوا أبدا عليها"، واعتبر أنه "بإمكان هؤلاء الأطفال أن يكونوا أحسن سفراء لنقل مسائل الحرية والعدالة". كما أشار رئيس المنطقة إلى أن المغرب يعد بالنسبة للعالم "مكانا يحتفل فيه الناس وفيه شواطئ ساحرة ومدن جميلة، لكن العالم يجهل أن الصحراء الغربية بلد فيها ناس ترفض لهم حقوقهم منذ عدة سنوات"، ملحا على ضرورة عدم نسيان السكان الصحراويين. ويقضي أزيد من 300 طفل صحراوي عطلتهم في إيطاليا، حيث يشاركون في جويلية وأوت المقبل في مشروع "سفراء السلام الصغار"، الذي بادرت به عبر عدة مناطق والمنظمات غير الحكومية صديقة الشعب الصحراوي لتعريف الرأي العام الإيطالي بعدالة القضية الصحراوية. وكانت هذه المنظمات غير الحكومية قد احتفلت، أول أمس، ب«اليوم الوطني" الإيطالي للتضامن مع الشعب الصحراوي بحضور أطفال صحراويين وبالتعاون مع الممثلية الدبلوماسية الصحراوية في إيطاليا وأزيد من 50 مقاطعة إيطالية. وحسب الجمعية الوطنية الإيطالية للتضامن مع الشعب الصحراوي فإن اليوم الإيطالي فرصة للتبادل بين الأطفال الصحراويين والمؤسسات الإيطالية والمجتمع المدني. وبهذه المناسبة، وجه الأطفال الصحراويون المولودون في المهجر والذين عايشوا الظروف الصعبة التي يتخبط فيها شعب الصحراء الغربية نداء للمجموعة الدولية لضمان حماية حقوق الإنسان بالمدن المحتلة ومن أجل تمكين هذا الشعب من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير الذي يبقى الشرط الوحيد لإحلال السلام في المنطقة.