تمكنت فرق الدرك الوطني بقالمة في عملية دقيقة تواصلت طيلة أيام هذا الأسبوع من تفكيك أكبر شبكة تعمل على المستوى الوطني لتهريب الآثار واسترجعت لحد الآن 365 قطعة نقدية أثرية وأوقفت 14 متهما من عدة ولايات، حسبما أكدته المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. وأوضح المصدر أن آخر محطة من التحقيق في امتدادات هذه الشبكة قادت عشية أول أمس إلى توقيف 3 أشخاص بولاية بسكرة واسترجاع 130 قطعة نقدية قديمة، مشيرا إلى أن العملية ما تزال متواصلة بعدما سمحت لحد الآن من توقيف المتهمين الذين ينحدرون من قالمة، سوق أهراس، سكيكدة، بسكرة الذين سيحالون لاحقا على الجهات القضائية المختصة بتهمة المتاجرة وتهريب الآثار. كما أضافت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني أن التحقيقات الجارية مع المتهمين بينت أن هذه الشبكة يقودها أفراد على دراية جيدة بأهمية هذه القطع كتراث مادي وغير مادي وقيمتها التجارية والمالية الكبيرة. ولم يستبعد المصدر أن تصل التحقيقات إلى اكتشاف امتدادات لهذه العصابة إلى بلدان خارج الوطن، خاصة بإيطاليا وألمانيا. وأشارت المصالح ذاتها إلى أن المعاينة التي يقوم بها حاليا المختصون في الآثار للقطع المسترجعة توصلت إلى كون 131 قطعة تعود إلى الفترة النوميدية والمعروفة بكونها من القطع النادرة وهي من مادة البرونز وتحتوي على نقوش وكتابات بونية. كما توجد من بين القطع النقدية الأثرية القديمة المسترجعة أيضا -حسب فريق تحقيق يضم مختصين تم تشكيله لهذا الغرض- 169 قطعة رومانية من مادتي النحاس والبرونز يعتقد أنها ترجع إلى القرنين الأول والثاني ميلادي وعليها صور العديد من الأباطرة الرومان منهم أدريان وماركوس وأوكوست فيما تصنف بقية القطع النقدية الأخرى في ما يعرف بعملات المدن وهي غير محددة الهوية. وتعود تفاصيل الإطاحة بهذه الشبكة المختصة في تهريب الآثار والمتاجرة بها إلى تلقي قائد كتيبة الدرك الوطني ببوشقوف (ولاية قالمة) بداية هذا الأسبوع معلومات تفيد بوجود عناصر لهذه الشبكة بالولاية. ومكنت العملية الأولى التي تمت في حاجز أمني على مستوى الطريق الوطني رقم 16 بأقصى الجهة الشرقية للولاية من توقيف شخصين عثر بحوزتهما على 14 قطعة نقدية أثرية ليتم بعد التحقيق المفصل معهما توسيع مجال التحري والانتقال إلى ولاية سوق أهراس وإلقاء القبض على عدة أفراد آخرين مع استرجاع 221 قطعة أخرى ثم إلى سكيكدةوبسكرة. وتعد هذه العملية الثانية من نوعها التي تقوم بها مصالح الدرك الوطني بقالمة خلال السنة الجارية، حيث تمكنت فرقة بلدة الدهوارة في عملية سابقة شهر فيفري الماضي من توقيف شخص ينحدر من ولاية تسبة ضمن عصابة تقوم ببيع الآثار لتجار من ولاية عنابة.