تحصلت المؤسسة الألمانية "سيمنس" على عقد تجهيز خط السكة الحديدية الجاري إنجازه على مستوى الجنوب الغربي للجزائر والرابط بين مدينتي المشرية والبيض على مسافة 129 كلم، وذلك بحصة مالية خاصة بها مقدرة ب69 مليون أورو. وأشارت المؤسسة الألمانية في بيان لها، أمس، أن الوكالة الوطنية الجزائرية للدراسات ومتابعة الاستثمارات في مجال السكك الحديدية "أنسريف"، منحت صفقة تجهيز هذا الخط الجديد للمجمع الجزائري الألماني "استيل رايل اوتوماسيون" الذي تشترك فيه "سيمنس" منذ 2004 مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية بحصة 51 بالمائة. وفي حين لم يتم الإفصاح عن القيمة المالية الإجمالية لعقد تجهيز خط السكة الحديدية المعني بالصفقة، اكتفت المؤسسة الألمانية بالإشارة إلى أن الحصة الخاصة بها من هذه القيمة تقدر ب69 مليون أورو. وتشمل الأشغال المتضمنة في العقد وضع كافة التجهيزات الخاصة بالإشارة والأمن وضمان الاتصالات السلكية واللاسلكية وذلك على طول مسافة الخط المقدرة ب129 كلم، وفي آجال محددة ب3 سنوات، حيث يشير العقد في هذا الإطار إلى أن المجمع مطالب باستكمال كافة أشغال التجهيز في غضون خريف 2015. وستسمح عملية تجهيز وتأمين هذا الخط الجديد حسب نفس المصدر من رفع مستوى سرعة القطارات إلى 160 كلم في الساعة. وقد تم إطلاق أشغال مشروع إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين بلديتي المشرية والبيض مؤخرا بمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، حيث تم إسناد أشغال الإنجاز إلى مجمع شركات جزائرية يضم سبع مؤسسات عمومية وطنية مختصة في مجال السكك الحديدية، فيما حددت آجال الإنجاز ب44 شهرا. ويتضمن هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته المالية حوالي 46 مليار دينار (600 مليون دولار)، إنجاز محطتين لنقل المسافرين بكل من بلدية البيض وبلدية تيسمولين إضافة إلى محطة أخرى خاصة بنقل البضائع، وسيستقطب الخط الذي تصل مسافته الإجمالية إلى 126 كلم، مستقبلا القطارات ذات السرعة العاليةالتي تصل إلى 220 كلم في الساعة وتسير بتكنولوجيات حديثة، في حين يرتقب أن يوفر المشروع نحو 700 منصب عمل عبر مختلف ورشات الإنجاز. كما سيسمح المشروع بإحداث نقلة نوعية في مجال المواصلات بالمنطقة حيث سيربط مناطق الهضاب بالشمال عبر خط سيلين - بلعباس - ميناء الغزوات، وسيتم تدعيمه مستقبلا بخط آخر يوجد قيد الدراسة يربط البيض بأفلو على مسافة 110 كلم، وهي المشاريع التي من شأنها فك العزلة عن هذه المنطقة الواقعة بالجنوب الغربي للوطن. من جانب آخر، فإن شركة "سيمنس" المتواجدة في الجزائر منذ سنة 1962 تعكف من جهتها على مرافقة المؤسسات الوطنية في مجال تطوير المشاريع ذات البعد الاجتماعي، ولا سيما ما تعلق منها ببرامج عصرنة شبكات النقل وضمان تقنيات النجاعة الطاقوية، حيث يندرج في هذا الإطار مشروع الشراكة القائم بين هذه المؤسسة الألمانية والشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية لتطوير نظام الاتصال والإشارة على شبكة السكة الحديدية في الجزائر، علاوة على شراكتها مع مؤسسة ميترو الجزائر.