أعطت جبهة البوليزاريو ضمانات إضافية إلى هيئات المنظمات الإنسانية المتعاطفة مع قضيتها بعدم تكرار ما حدث شهر أكتوبر من العام الماضي إثر اختطاف ثلاثة متعاونين أوروبيين من مخيمات اللاجئين الصحراويين باتخاذها لإجراءات أمنية كفيلة بضمان الحماية للرعايا الأجانب بالمخيمات. وأكد بشير مصطفى السيد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو أن هذه الأخيرة لها قناعة راسخة بأنه من الآن فصاعدا "لن تكون هناك لا هجمات ولا ضربات مباغتة وغادرة للإرهاب" في مخيمات اللاجئين. وجاءت رسائل الطمأنة هذه خلال كلمة ألقاها المسؤول الصحراوي في حفل تكريمي لوفد إسباني يضم ممثلي وكالات ومنظمات غير حكومية وجامعات في ختام زيارتهم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، وقال إن التحدي بالنسبة لجبهة البوليزاريو يبقى "عدم إعطاء الفرصة للإرهاب الذي يسعى إلى إحداث الذعر والرعب". كما أكد أن السلطات الصحراوية "كثفت من إجراءاتها الأمنية في المخيمات وهي أكثر استعدادا من أي وقت مضى لمواجهة هذه التهديدات". وأراد المسؤول الصحراوي أن يفند الادعاءات التي رفعتها إسبانيا لتبرير قرارها بسحب متعاونيها الإنسانيين من مخيمات اللاجئين الصحراويين بحجة مخافة تعرضهم لأعمال إرهابية. وهو القرار الذي لم تمتثل له الجهات الإسبانية المتضامنة مع الشعب الصحراوي بدليل أن المتضامنين الإسبان جاؤوا ضمن وفد ضم ممثلين عن جمعيات إنسانية وأخرى حقوقية ورؤساء منظمات غير حكومية إلى المخيمات بعد أقل من أسبوع من اتخاذ مدريد لهذا القرار. وتلقت الهيئات المتضامنة مع الشعب الصحراوي تأكيد البوليزاريو على تأمين المخيمات بارتياح كبير لدرجة أن ماريا روسا كاطالينا فيلا ممثلة هذه الهيئات طالبت الحكومة الإسبانية بالتنسيق مع الحكومة الصحراوية وبعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية "مينورسو" وكذا الوكالات الدولية تحسبا لأي تهديد أمني وذلك بغرض "توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب". وهو ما جعل بشير مصطفى السيد يؤكد أن المساعدات التي يحتاجها الشعب الصحراوي أكثر من غيرها تتمثل في "التضامن والتعاون والمرافقة والحضور الجسدي معه في المعركة من أجل مواصلة الكفاح"، مجددا -في نفس الوقت- تقديره وعرفانه لزيارة الدعم التي قام بها الوفد الإسباني. هذا الأخير الذي وقع على بيان يطالب فيه حكومته ب«إعادة النظر" في قرارها بسحب المتعاونين ويجدد التأكيد على دعم الشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين، خاصة في ميادين الصحة والتغذية وغيرها من المساعدات التي تقدمها الهيئات والجمعيات. واعتبر موقعو البيان أن سحب المتعاونين من مخيمات اللاجئين الصحراويين من شأنه التأثير "سلبا" على الدعم الإنساني للاجئين الذي يظهر من خلال "تناقص العديد من الحاجيات الأساسية مثل الماء والمواد الغذائية الأساسية. ودعا البيان -من جهة أخرى- إلى "ضرورة البحث عن حل سياسي عاجل ودائم لنزاع الصحراء الغربية يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". يذكر أن الوفد الإسباني المتضامن مع الشعب الصحراوي يقوم بزيارة تضامن منذ الثلاثاء الماضي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين ردا على قرار الحكومة الإسبانية يوم 27 جويلية الماضي بسحب المتعاونين من هذه المخيمات.