تم، أول أمس، ترحيل 1400 عائلة من حي فج الريح القصديري الواقع بأعالي حي الأمير عبد القادر بقسنطينة إلى سكنات لائقة بالمدينةالجديدة علي منجلي بعد معاناة مريرة دامت أزيد من نصف قرن وذلك في إطار برنامج القضاء على السكن الهش والقصديري. عملية الترحيل التي جرت في أجواء تنظيمية محكمة لقيت استحسان العائلات المرحلة التي عبرت عن فرحتها ل«المساء"، خاصة وأن الحي يعد من أكبر وأقدم الأحياء القصديرية بعاصمة الشرق الجزائري والذي لطالما كان بيئة خصبة لانتشار مختلف الآفات الاجتماعية ورمزا للمعاناة التي انتهت مع حصولهم على شقق جديدة بكل من الوحدات الجوارية 14 ،17 و18 بالمدينةالجديدة علي منجلي بعد عملية القرعة التي جرت العام الماضي تبعا لعقود البرامج التي أمضتها السلطات المحلية مع لجان مختلف الأحياء القصديرية المنتشرة بالولاية. وقصد إنجاح عملية الترحيل سخرت السلطات الولائية كافة الإمكانات المادية اللازمة وذلك بالتنسيق مع مختلف القطاعات، على غرار مديرية النقل التي عكفت على تخصيص 95 شاحنة تابعة لمؤسسات شبانية مصغرة تكفلت بمهمة نقل هاته العائلات إلى مساكنها الجديدة، إضافة إلى تعزيزات أمنية مشددة بتسخير أزيد من 600 عون أمن. من جهتها، تكلفت مديرية التربية بالولاية بإعداد ملفات تحويل 950 تلميذ من أبناء العائلات المرحلة لضمان تمدرسهم العادي بالمدينةالجديدة علي منجلي وهو ما تسهر عليه لجنة ولائية شكلت للغرض، كما أكد رئيس دائرة الخروب الاتفاق مع مؤسسة النقل الحضري لقسنطينة من أجل وضع حافلات في الخدمة للتكفل بنقل التلاميذ الذين يرغبون في إتمام دراستهم بوسط المدينة. وموازاة مع ترحيل العائلات، عكفت مصالح البلدية على هدم الأكواخ القصديرية فور إخلائها من قاطنيها لمنع عملية التلاعب والاستفادة من هذا الموقع الذي يتربع على مساحة 40 هكتار تصلح لإنشاء عدة مشاريع مهمة للولاية، نظرا للموقع الاستراتيجي لهذا الحي الذي لطالما شوه الوجه الجميل لمدينة الصخر العتيق. جدير بالذكر أن عملية إعادة إسكان حي فج الريح عرفت التأجيل عديد المرات بسبب النزاعات المرتبطة بالعدد الحقيقي للسكان الأصليين، حيث كان من المفترض أن يتم ترحيل سكان الحي في 2008 في عهد الوالي السابق للولاية عبد المالك بوضياف الذي أجل العملية بسبب تضاعف عدد العائلات المحصية في 2007 من 800 عائلة إلى 1400 عائلة. ومن المنتظر أن تستفيد 2700 عائلة من سكان الأحياء القصديرية بقسنطينة والتي يبلغ عددها 64 موقعا هشا قبل نهاية السنة من إعادة الإسكان ويتعلق الأمر حسب الأمين العام للولاية بالمقصيين من الاستفادة من السكن في إطار مشروع تحديث المدينة على غرار 200 عائلة من حي رومانيا، باردو، جنان التشينة والعائلات الموجودة بديار الرحمة بجبل الوحش التي تم تحويلها من الحي المعروف برود براهم وسط المدينة عقب تعرض مساكنهم للانهيار السنة الماضية.