كانت فرصة ل «المساء» للتحدث مع البطل الاولمبي والعالمي السابق، نور الدين مرسلي، على هامش حفل تكريم الرياضيين المتوجين بالألعاب شبه الاولمبية بلندن، حيث كشف عن التجربة الجديدة التي يخوضها بمنطقة كاليفورنيا الأمريكية التي يعمل في إحدى جامعاتها الرياضية كمدرب في ألعاب القوى لمسافة 1500 م. - بداية، ما هو نشاط نور الدين مرسلي في الوقت الحالي؟ -- أعيش حاليا في مدينة كاليفورنيا الأمريكية وأعمل ضمن طاقم فني بإحدى الجامعات، حيث أقدم خلالها التقنيات المتعلقة بالتدريب للوصول إلى المستوى العالمي... والجامعة التي تشكل القاعدة الأساسية للرياضة الأمريكية وفرت كل الظروف التي تسمح لي بالقيام بالعمل المنهجي في أحسن حال. - علمنا أنكم من بين الشخصيات البارزة بهذه الجامعة؟ -- فعلا، انتخبت كإطار فعال في هذه الجامعة الأمريكية لجنوب كاليفورنيا وسأحصل على وسام تقدير خلال الحفل التكريمي المقرر يوم الفاتح من شهر نوفمبر القادم، وذلك عرفانا بالتأطير النوعي المنجز والذي تبين أثار مسكه من خلال النتائج المحققة خلال الموسم الرياضي المنقضي 2011 /2012. - ألم يحن الوقت لنقل تجربتكم إلى أرض الوطن؟ -- أنا جاهز لأي شيء لمساعدة القائمين على شؤون هذه الرياضة بالجزائر، لا سيما بوجودي في الولاياتالمتحدة من خلال استقبال الرياضيين الجزائريين هناك.... حيث اقترحت على المسؤولين أخذ أحسن العدائين للتحضير بالمدينة الأمريكية، أين سيستفيدون من تجربتي وبوسائل كبيرة. - إلى أين وصل مشروع مركز التحضير الذي تحدثتم عنه منذ سنوات؟ -- هذه الفكرة أظن أنها مشروع كل رياضي وفي كل الاختصاصات وليس في ألعاب القوى، ومركز التحضير الذي تحدثتم عنه ليس هو مشروع مرسلي وحده، بل يعبر عن تطلعات كل الشباب ورياضيين آخرين سبق وأن عرفوا معنى المستوى العالي الذي ليس من السهل الوصول إليه، وأظن أن كل رياضة في بلادنا بحاجة إلى مدرسة في حد ذاتها لتكوين أجيال قادرة على تحقيق نتائج جيدة... وهذه المبادرة تكلمت عنها مع العديد من الرياضيين. - وإذا عدنا للحديث عن رأي مرسلي في واقع ألعاب القوى بالجزائر؟ في حقيقة الأمر، في وقت مضى ورغم أن الإمكانيات كانت ضعيفة إلا أن النتائج على قلتها كانت جيدة، فما حققته بولمرقة وبنيدة وابراهيمي والمتحدث، جاء بفضل تواجد رجال محيطين بهذه الرياضة يحبونها ويخدمونها، أما اليوم فالإمكانيات متوفرة وحتى الدولة قدمت دعما كبيرا لهذه الرياضة. - نفهم من هذا أن مستوى النتائج لم يكن بحجم الإمكانيات المقدمة؟ -- ما نراه أن الإمكانيات الحالية كثيرة ومتوفرة في كل مناطق الوطن، لكن ما ليس متوفرا هو الروح الوطنية وكذا الناس المحبين لهذه الرياضة... فأغلب الموجودين حاليا قلبهم ليس على ألعاب القوى، ففي وقتنا لو كانت مثل هذه الإمكانيات لحققنا إنجازات أفضل... لكن ما يثلج الصدر هو هذا الشباب الذي لديه القدرة على تسجيل نتائج كبيرة ولا يحتاج سوى إلى التشجيع. - إذا كان الأمر كذلك، كيف تفسر تألق البطل الأولمبي الجديد توفيق مخلوفي في الموعد اللندني؟ -- الإنجاز الكبير الذي حققه توفيق مخلوفي بفوزه بالميدالية الذهبية في ألعاب لندن الأولمبية، لا يجب أن يكون الشجرة التي تغطي الغابة، ينبغي الحكم نهائيا على الرياضيين الذين أخفقوا في تحقيق نتائج إيجابية خلال هذه الألعاب... أعتقد أن كل الرياضيين كانوا يتمنون الفوز وتشريف الألوان الوطنية ولكن هناك بعض العوامل في الكثير من الأحيان حالت دون ذلك. - هل يمكنك إطلاعنا على هذه العوامل؟ -- من الأفضل توجيه هذه الأسئلة للمعنيين. - ما رأيك في العداء مخلوفي؟ -- مخلوفي بطل بأتم معنى الكلمة حيث برهن علو كعبه بامتياز في الأدوار التصفوية، والسباق النهائي الذي كان مثيرا ومميزا يترجمان احترافية الملك الجديد لسباق 1500 م، رغم صغر سنه الذي لا يتجاوز 24 ربيعا... شخصيا أتكهن بأرقام تاريخية في مشواره لأنه عداء يتمتع بشخصية البطل، كونه يعشق التحدي ولا يخشى أحدا والدليل على ذلك اجتيازه المحنة التي سبقت السباق النهائي على خلفية قرار الاتحادية الدولية لألعاب القوى التي كادت أن تقصيه من السباق. - بم تختمون الحديث؟ -- أدعو السلطات العمومية وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة، إلى ضرورة الاعتناء بالرياضيين ووضعهم في أحسن الظروف وتحسين أوضاعهم، خاصة الاجتماعية منها، لأن المادة الخام موجودة في الجزائر وبحاجة إلى العناية والاهتمام فقط.