فتحت مسرحية “الحصلة” باب المنافسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف أول أمس بقاعة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني، وهي عبارة عن كوميديا اجتماعية تدور حول عالم الشغل كتبها بن عمارة ماحي وأخرجها مجاهير حبيب، إذ تحاول المسرحية التطرق لعدد من المشاكل التي تحدث في أية مؤسسة وكيف يتم التعاطي معها من خلال الحيلة والنفاق. «الحصلة” بمعنى الورطة، عبارة عن كوميديا تتناول واقع مؤسسة عمومية يواجه مديرها العام إضرابا عماليا يهدد بإسقاط مشروع بيع المؤسسة، يستعين المدير، الذي أدى دوره الممثل القدير حيمور محمد، ببواب المؤسسة الذي أدى دوره الممثل الكوميدي بن زيان بلاحة، للتآمر على نقابة العمال وكسر عزيمتهم في الخروج للإضراب، ووضعوا تمثيلية مفادها أن المدير علق بالمرحاض ولا يمكنه الخروج للقاء أمين نقابة العمال (عوني أحمد)، وبذلك ينجو من ورطة إضراب العمال، ولكن في الوقت نفسه عليه لقاء وفد أجنبي ليتم إجراءات الصفقة وبيع نصف المؤسسة... البواب يتمكن من تطبيق أوامر مديره، ويوهم الجميع أن المدير فعلا عالق في المرحاض، وفي حوار وتقاطعات هزلية أبدعت فيها السكرتيرة، التي أدت دورها الممثلة زاوش بحرية والممثل لوز هواري في دور نائب المدير، اللذان لم يدخرا جهدا في محاولة تخليص المدير من ورطة المرحاض، ثم يقوم البواب بمماطلة الجميع، وقدوم زوجة المدير يضطر بنائبه للذهاب معها إلى البيت أما السكرتيرة فتضطر هي الأخرى إلى البحث عن حل لتخليص مديرها العالق... بعد خلو الجو يخرج المدير ويطلب من البواب أن يدخل المرحاض مكانه إلى حين عودة السكرتيرة مع رجال الحماية المدنية، في الوقت نفسه قام النقابي بإحضار الصحافة لإشهادهم على الورطة التي وقع فيها مدير المؤسسة الهامة، ويستغل الفرصة ليطالب مجددا بالعدول عن بيع المؤسسة، ويفهمه أنه ظلم للعمال، ولكن لم يلبث أن خرج المدير من مكتبه، ويصعق النقابي للمشهد ويصاب بانهيار عصبي ويؤخذ إلى مصحة عقلية، لينجو المدير بهذا الشكل من هاجس الإضراب وتقف الصحافة إلى جانبه، غير مهتم بمصير العمال في حال بيع المؤسسة... يستعد المدير للخروج رفقة نائبه منتشيا بانتصاره على النقابة للقاء الوفد الأجنبي، ويطلب من مساعده أن يسبقه حتى يذهب ليقضي حاجته، لكنه علق هذه المرة فعلا في المرحاض وما من مخلص. النص في تركيبته الكوميدية جميل، لكن العقدة لم تحبك بالشكل الذي يستفز المشاهد ويجعله يبقى لمشاهدة باقي أطوار المسرحية، ومرت أوقات من الملل والسرد الزائد دون أن تضفي أي جمالية على العرض، كما لم نشاهد للضوء والموسيقى أي دور ولم يلعب المخرج على هذين الوترين بشكل يناسب فكرة الموضوع، لذلك نجد ندم البواب في الأخير على تواطئه مع المدير غير منسجم مع سياق الحدث.