شكل تعيين رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لأعضاء الحكومة الجديدة الحدث الأبرز في العدد الأخير لمجلة "الجيش"، مشيرة إلى الأولويات التي يعكف الطاقم الحكومي على تحقيقها على ضوء تصريح الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، الذي أكد أن الهدف الأول يتمثل في مواصلة إنجاز برنامج رئيس الجمهورية في الميدان. و توقفت مجلة "الجيش" في افتتاحيتها عند خمسينية الاستقلال التي تحتفل البلاد بذكراها لكن هذه المرة بالتعليق على التناقض الصارخ و التخبط في الفكر الاستعماري الذي أثاره أحد الصحافيين الفرنسيين في إحدى المجلات الفرنسية من خلال المقطع التالي"تمر خمسون سنة عندما أوقف الجيش الفرنسي إطلاق النار بموجب إتفاقيات إيفيان... في هذا اليوم، هناك ما يزيد عن 400 ألف مجند فرنسي أحسوا أن خطر فقدهم لحياتهم بالجزائر بدأ يتضاءل، بعد أن زجوا في حرب خاضوها غصباً عنهم، أما بالنسبة للأقدام السوداء فالأمر على عكس ذلك، فوقف القتال حول الحرب إلى حرب أخرى، منظمة الجيش السري ضد الجزائريين و بعدها منظمة الجيش السري ضد الجيش الفرنسي.." و أشارت الافتتاحية في هذا الإطار إلى أنه من خلال هذا التناقض الفاضح ندرك مدى قوة و صلابة القضية الجزائرية التي كانت تمثل المصلحة العامة و قضية الوطن كانت فوق كل اعتبار، مضيفة أنه مهما طال نضال الشعوب ففجر الحرية آتٍ و مهما حاول المستعمر إعطاء تفسيرات لممارساته و أفعاله البشعة و اختلاق تبريرات لفشله و انهزامه فإنه لا محالة يقع في تناقضات تفضحه و تزيح الستار عن الحقيقة. من جهة أخرى خصص عمود المجلة موضوعه للصناعة العسكرية، كونها إحدى الاستراتيجيات الدفاعية التي تبنى عليها سياسة الدفاع الوطني لأية دولة، فضلاً عن البحث عن اندماج أكبر في النسيج الصناعي الوطني لدعم المجهود الوطني في تنويع الاقتصاد. و تمت الإشارة إلى أن هذا القطاع عرف تطوراً ملحوظاً كان ثمرة الخيار السيد الذي تبنته القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، من أجل التأسيس لسياسة تصنيعية تمكن قدر الإمكان من تجنب اللجوء إلى الخارج و هو ما يسمح باقتصاد الموارد المالية و كذا المساهمة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية. كما تضمن العدد روبورتاجاً حول الفوج المتعدد المهام لهندسة القتال و الذي تصدر غلاف المجلة، من خلال التأكيد على أن أحداث و تكوين هذه الوحدة الكبيرة يأتي في وقت مناسب حيث يعرف عالمنا اليوم كوارث مختلفة تتميز بقوتها التدميرية و التي تتطلب تدخلًا سريعاً ومنظماً لاحتوائها و التقليل من المخاطر و الأضرار الناجمة عنها. و في هذا الإطار أجرت المجلة حواراً مع قائد الفوج متعدد المهام لهندسة القتال الذي أشار إلى أن هذا الفوج قادر على تنفيذ أهم المهام المحددة في مخطط تنظيم الإسعافات الموضوع من قبل السلطات المدنية و ذلك لما يمتاز به من جاهزية عملياتية عالية و تنظيم محكم و انضباط في العمل و حسن الأداء لوحداته الفرعية المختصة في مجال الهندسة و الصحة و النقل و التموين. من جهة أخرى أعدت المجلة ملفاً حول الإعلام تحت عنوان "التحديات الجديدة"، من خلال تسليط الضوء على تأثيرات العنف الإعلامي على الفرد و المجتمع، و تمت الإشارة في هذا الصدد إلى أن الأخبار التي تبثها بعض القنوات الفضائية العربية أصبحت تركز بشدة على عرض الأخبار التي يطبعها العنف، كما أن الحروب و الاضطرابات التي تشهدها مناطق عدة من العالم العربي أصبحت تشكل مادة دسمة و ممتازة للتأثير على المتلقي. و بعيداً عن عنف البشر، أدرج الملف موضوعاً حول معايير معالجة الكوارث و الأزمات الإنسانية في وسائل الإعلام تحت عنوان "القيم الغائبة في الإعلام"، من خلال الإشارة إلى أن التغطية الإعلامية للأزمات و الكوارث لا تحركها دوافع المسؤولية الاجتماعية و الوعي بأبعادها. و هو ما يظهر في انحسار المعالجة الإعلامية للأزمة أو الكارثة على مرحلة وقوع الأزمة دون مراعاة أهمية الشمول و التكامل في معالجتها. كما تضمن العدد الأخير من المجلة مواضيع أخرى كما هو الشأن لدراسة حول إعادة بعث الاستخبارات الإستراتيجية و كذا التقرير السنوي لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لعام 2012 .