نحن طلاب حرية منذ أن حررنا الإسلام، ودعاة لنشر فكر التسامح والتآخي بين الشعوب واحترام الآخر، والتعايش معه وعدم إلغائه، والقرآن الكريم يقول: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” (البقرة الآية 256) هذه المبادئ غرسها الإسلام فينا قبل قرون من بروز فكرة حقوق الإنسان لدى الغرب، والتي ظهرت سنة 1789 بعد انتصار الثورة الفرنسية، والتي كرستها المادتان 18 و19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث جاء فيهما نص: المادة 18: لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنها بالتعليم والممارسة وإقامة المشاعر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا أم مع الجماعة. الماددة 19: لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية، ونفس هذه المبادئ مكرسة في المادتين 10و11 من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي التي بدأ العمل بها منذ ديسمبر 2000. لكن هذه المبادئ لا تطبق إن تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، فلقد منعوا المرأة المسلمة من ارتداء الحجاب ومنع بناء المساجد، والقيام بالشعائر الدينية، ولم يكف ذلك بل بلغ بهم الأمر إلى الإساءة إلى نبي الرحمة المصطفى صلى الله عليه وسلم، من خلال الرسوم، واليوم يعيدون الكرة بإنتاج فيلم يسيء إلى نبينا وعرض مقطع منه على الأنترنت من خلال “اليوتوب” بدعوى حرية التعبير، وحرية التعبير عند الإنسان العاقل مهما كانت جنسيته أو ديانته لا تعني الإساءة إلى الآخر وقوانين الإعلام تعاقب على المساس بأشخاص الرؤساء والملوك، فما بالك بالأنبياء؟ والفلاسفة يقولون حريتك تنتهي عند حدود حرية الآخرين والإنسان حر ما لم يضر بالآخرين، ونتمنى أن تستجيب هيئة الأممالمتحدة لمطالب الشعوب الإسلامية بتجريم من يتعرض للديانات والأنبياء والرسل بالإساءة وتدخل مادة ضمن المواثيق الخاصة بحقوق الإنسان.