صرح القنصل العام لإسبانيا السيد خوزي مانويل رودريغاز مارتيناز بوهران أن بلاده تضع خبرتها تحت تصرف المشروع القاضي بتحديث مدينة وهران. وأوضح القنصل الاسباني، أمس، خلال منتدى حول التنمية الاقتصادية المستدامة ضم زهاء 200 متعامل من البلدين أن "إسبانيا رهن تصرف هذا المشروع لتقديم مهارتها في مختلف القطاعات". وأضاف أن الجزائر "بلد صديق يعد نسبة كبيرة من الشباب ويزخر بفرص للاستثمار ومن شأنه تبوء مكانة مرموقة بإفريقيا والعالم". مشيرا إلى "التشكل التدريجي لنسيج اقتصادي من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية والاسبانية خاصة بوهران وغرب البلاد". وذكر أن مجالات الأنشطة تتمثل في "البيئة وإعادة الرسكلة والاسترجاع" و«الهندسة والبناء" و«التجهيزات الخاصة بالمجالات الطبية". وقد شكلت هذه المجالات الثلاثة محور ورشات خاصة في هذا المنتدى سمحت للمشاركين الجزائريين والإسبان بدراسة سبل إقامة شراكات في هذه الميادين. وأوضح القنصل الاسباني أن هذا اللقاء ينعقد في إطار أسبوع الصداقة الجزائرية - الإسبانية المسطر إحياء للذكرى العاشرة للتوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين البلدين والذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. وتعكس هذه التظاهرة التي تأتي بعد الطبعتين الأولى والثانية للمنتدى المنتظمتين بأليكانت في جوان 2011 وبوهران في ديسمبر من نفس السنة "إرادة البلدين لترقية التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال إقامة اتصالات والشراكة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للبلدين" كما أوضحه السيد رودريغاز مارتيناز. وقد أعطيت إشارة انطلاق هذه الطبعة الجديدة من قبل والي وهران السيد عبد المالك بوضياف الذي أبرز أن مشروع تحديث مدينة وهران "مفتوح على المرافقة الأجنبية" التي "تستوفي معايير النوعية المحددة في هذا الإطار". وأضاف أن مشروع تحديث مدينة وهران دخل مرحلة "المرور إلى الجانب العملي". مشيرا إلى أن"المنشآت الكبرى" التي يستلزم انجازها ومنها "برنامج سكني" جديد يعد أكثر من 100 ألف سكن و«موانئ للترفيه" و«برج للإشارات" و«حظيرة طبيعية" على مساحة 110 هكتار و«حظيرة تكنولوجية" و«ميناء جديد" و«منطقة صناعية جديدة" و«مدينة جديدة" بالقرب من وادي تليلات تسمى "الجديدة". وأعلن الوالي أيضا أن ولاية وهران قد استفادت مؤخرا من برنامج جديد يتعلق ببناء 20 ألف وحدة سكنية اجتماعية. كما أعرب، من جهة أخرى، عن ارتياحه للنتائج المحققة في إطار الشراكة مع الخبراء الإسبان والإيطاليين في ما يخص إعادة الاعتبار للعمارات المتواجدة بوسط مدينة وهران. وأضاف المسؤول التنفيذي الأول للولاية أن نوعية الشراكة الجزائرية الإسبانية "ملموسة من خلال مجالات مختلفة" كتسيير المياه و«انجاز الترامواي الذي سيدخل حيز الخدمة في ديسمبر القادم". وينتظم هذا المنتدى بحضور السيدة المودينا مينوز غواخاردولا المديرة العامة ل«كازا ميديترانيو" (الدار المتوسطية) وهي هيئة دبلوماسية إسبانية تعمل من أجل التقريب بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لضفتي البحر الأبيض المتوسط. وأكدت السيدة غواخاردولا التي أبرزت "المزايا المتوفرة" بالجزائر من حيث "مؤهلاتها الاقتصادية" و«مواردها البشرية الكفأة" على "ضرورة الدفع بالشراكة أكثر بالنظر إلى القربالجغرافي". كما تم على هامش هذا اللقاء تسليط الضوء على الماضي المشترك بين البلدين من خلال معرض لخرائط مدينة وهران تعود إلى فترة الاحتلال الاسباني (1509-1792) ينتظم بمبادرة من معهد سارفينتيس في إطار أسبوع الصداقة الجزائرية الإسبانية.