تعرف الجلابة المغربية إقبالا واسعا من قبل الوهرانيات، وهو الزي الذي أصبحت ترتديه بعد الحايك، بسبب التحولات التي عرفها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة، فالمرأة الجزائرية والوهرانية على وجه الخصوص، أصبحت تجد راحتها في الجلابة المغربية التي توفر لها الخفة والراحة لدى خروجها للتسوق، ولقضاء حاجات ومتطلبات أسرتها حتى في المناسبات. وتدخل الجلابة المغربية عبر الحدود الغربية للوطن، ليتم توصيلها إلى أصحاب المحلات المتخصصة في بيع الجلابة المغربية، حيث تتنوع أشكالها وألوانها حسب طلب ورغبة الزبونة، كما عرف هذا النوع من اللباس تطورا في أزيائه التي أصبحت تتماشي مع الموضة وعبقرية مصمميها الذين نجحوا في خلق تحف فنيةو بحيث لم تعد خياطتها مقتصرة على الرجال فقط كما كان في السابق، بل دخلت المرأة المغربية المجال من بابه الواسع لتبدع فيه، وخرجت بها من حدود المغرب بفضل عروض الأزياء التي تقام سنويا للتعريف بها. وحسب سمير، أحد التجار المتخصصين في بيع الجلابة المغربية بحي “شوبو” بوهران، فإن هذا النوع من اللباس يعرف إقبالا كبيرا من قبل النساء والفتيات اللواتي يترقبن آخر الصيحات في تصميمه، بحيث لا تكتفي المرأة الوهرانية بجلابة واحدة أو اثنتين، بل تحرص على مواكبة الجديد مع كل مناسبة، لاسيما بحلول عيدي الفطر والأضحى، حين تتنافس ربات البيوت على التباهي فيما بينهن بالأفخم والأحلى، فهناك جلابة خاصة بالأيام العادية وأخرى خاصة بالمناسبات. وعن أنواع الجلابة المغربية وثمنها، يقول سمير إن السعر يختلف حسب نوعية القماش المصنوعة منه والمواد التي تدخل في تركيبتها، مثل السفيفة التي تصنع بواسطة مكينة الخياطة، بينما تتم خياطة “الضرس” و”العقاد” و”العيون” بغرزة يدوية، ويجب أن يتناسب اللون مع لون القماش، وهذا يتطلب تركيزا وجهدا، وقد أدخلت على الجلابة المغربية خلال السنوات الأخيرة تغييرات تتماشي مع ذوق جميع الزبونات في مختلف الأعمار، فهناك الجلابة بكم قصير وثلث أرباع الكم ومتكونة من قطعتين، حيث يتفنن محترفو صناعة الجلابة في صنعها، ويضيف محدثنا قائلا: “إن كل منطقة في المغرب مشهورة بنوع خاص من الجلابة، غير أن الأجود والأفخم عندهم هي الجلابة المصنوعة بمدينة فاس، كما تعتبر الجلابة البزيوية، نسبة إلى منطقة “أبزو” الواقعة بمنطقة بني ملال، من أرقى وأجمل أنواع هذا الزي التقليدي الأصيل، ويتراوح سعر الجلابة المغربية بوهران بين 2000 دينار إلى 60 ألف دينار، بينما أكد لنا سمير أن الثمن قد يكون أقل بمدينة مغنية الحدودية التي تعتبر معبرا لهذا النوع من السلع التي تدخل عن طريق التهريب من قبل أشخاص مختصين، وعن طريقة حصوله على الجلابة المغربية، أخبرنا عن شخص يتعامل معه منذ سنوات، حيث يتكفل بجلب الكمية المطلوبة. السيدة نعيمة التي وجدناها في أحد محلات سوق المدينةالجديدة، جاءت قصد اختيار جلابة مغربية لارتادئها في مناسبة عيد الأضحي المبارك، وهي ترى أن إقبال النساء، سواء بوهران أو عبر مختلف ولايات الوطن، على الجلابة المغربية عملية بالدرجة الأولى، و بإمكان المرأة ارتداؤها بسهولة عند مغادرة البيت من أجل التسوق أو القيام بزيارات عائلية أو حتى لحضور حفلات الزفاف، كما أنها تتميز بالتنوع وتمنح مجالا واسعا للاختيار سواء على مستوى الأقمشة الملونة، أو القصات والموديلات المبتكرة التي تواكب الموضة. من جهتها، أكدت لنا الآنسة فطيمة أن الجلابة المغربية من وجهة نظرها شائعة الاستعمال في جميع المناسبات، وعلى طول فصول السنة، كما أنها مواكبة للموضة وتعتمد على قصات جديدة تعانق الجسم وتغطيه بجاذبية، بحيث أصبح من الممكن ارتداؤها والتباهي بها حتى في أماكن العمل، وهو ما جعل السيدات والفتيات بوهران يقبلن على ارتدائها كقطعة تتلاءم مع الملابس الجاهزة، على غرار البودي وسروال “الجينز”.