التقى، أمس، بالعاصمة المالية باماكو، خبراء في الشؤون الحربية والإستراتيجية يمثلون دولا افريقية وأوروبية وكذا الأممالمتحدة لوضع آخر اللمسات على "المفهوم العملي" لتدخل عسكري في شمال مالي الذي بسطت تنظيمات إسلامية متطرفة سيطرتها عليه منذ شهر ماي الماضي. وحضر الاجتماع الذي سيدوم إلى غاية يوم الأحد القادم، خبراء عن مجموعة دول غرب إفريقيا "ايكواس" والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة من اجل وضع تصور نهائي لخطط عسكرية سيتم عرضها على الأممالمتحدة نهاية الشهر القادم.وقال ياموسا كامارا وزير الدفاع المالي في جلسة انطلاق اللقاء أنه "اجتماع تنسيقي يهدف إلى التوصل إلى مقترحات عملية لوضع تصور لإستراتيجية عسكرية لتحرير شمال بلادنا". واضاف أن من بين المقترحات المطروحة نقطة تأهيل الجيش النظامي المالي المتأثر من هزيمته النكراء ربيع العام الماضي على أيدي مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير الازواد. وقال إن فترة إعادة التأهيل هذه "لا يجب أن تتعدى فترة الشهرين أو ثلاثة أشهر على أقصى تقدير". وأضاف أن الحرب في شمال مالي "أصبحت حتمية في شمال البلاد حتى وان كانت كل الحروب تنتهي عادة إلى طاولة المفاوضات". يذكر أن اللقاء يأتي في إطار مضمون لائحة مجلس الأمن الدولي ليوم 12 أكتوبر الماضي والذي أعطى من خلالها لدول منظمة غرب إفريقيا والسلطات المالية مهلة تنتهي يوم 26 نوفمبر القادم من اجل وضع خطة عملية لخيار التدخل العسكري في شمال مالي مع تحديد عدد القوات وعدتها والمقدرات المالية اللازمة لمثل هذه العملية المعقدة والخطيرة على الوضع في كل منطقة الساحل الإفريقي. وكانت دول غرب إفريقيا أصرت تحت ضغط فرنسي واضح على تشكيل قوة عسكرية مشتركة قوامها ثلاثة آلاف رجل من اجل التدخل في شمال مالي لطرد عناصر التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي فرضت منطقها على ولايات شمال مالي وسكانها. وذهبت تصريحات وزير الدفاع المالي إلى نقيض تصريحات ممثل دول غرب إفريقيا في العاصمة باماكو عبدو شيخ توري الذي أكد أن الحوار مع الحركة الوطنية لتحرير الازواد وحركة أنصار الدين الإسلامية الترقية يبقى أمرا عاديا وطبيعيا على اعتبار أنهم ماليون. ولكنه أكد على ضرورة معرفة موقفهم ما إذا كانوا موافقين على العودة إلى أحضان الجمهورية المالية والتخلي عن فكرة الانفصال من أجل إحلال السلم وقطع كل صلة لهم مع التنظيمات الإجرامية في إشارة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.