كشف رئيس فرقة الدروايش التركية طونجيوا هاستنج في الندوة الصحفية التي نشطها، أمس، بفندق سيرتا، على هامش المهرجان الدولي للإنشاد الذي تحتضنه عاصمة الشرق منذ الأسبوع الفارط، أن الفن الصوفي والخاص بالدراويش بدأ في الاندثار بتركيا بصفة خاصة كون هذه الأخيرة باتت اليوم منفتحة على العديد من الثقافات والأنواع الموسيقية العالمية التي أصبحت تنافس الفن الصوفي الذي نقص مؤدوه. وأضاف المتحدث أن فرقته النشطة منذ أزيد من 10 سنوات والمتكونة من 8 أعضاء من بين عازفين على آلة القانون والناي والدف زيادة على الراقصين اللذين يقومان بالرقص الدائري لساعات طويلة، حيث يدوران حول مركز الدائرة التي يقف فيها رئيس الفرقة والمؤدي للأشعار الصوفية التي تدور كلها حول الدين وحب الله، إذ يندمجان في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحي، وأكد طونجيوا هاستنج أن طريقة رقصهم أو دورانهم تعتمد على الذكر في كل دورة وتبدأ من اليسار إلى اليمين نسبة إلى تواجد القلب الذي يكون خلاله الدرويش مبتعدا عن العالم المادي ومقربا من الله جاعلين من لباسهما الأبيض رمزا لقطيعتهم مع الحياة على اعتبار أن الكفن سيلبسه كل مسلم، أما الطربوش الطويل البني اللون فهو يشير إلى التراب مآل كل بني آدم. وأوضح رئيس فرقة الدراويش التركية والذي يعد من مؤسسي هذا الفن الصوفي أن الفن الصوفي منتشر منذ أزيد من 100 عام وأن مؤسسه الأول هو جلال الدين الرومي ناظم معظم الأشعار التي كانت تنشد في الحلقات المولوية كما أن فن الدراويش اليوم لا يستغنى عنه خاصة في المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف، زيادة على ان هذا الفن وجد مؤخرا ضالته في البلدان الغربية بعد الحفلات التي قامت بإحيائها الفرقة في عديد البلدان الغربية على غرار أمريكا، اليابان، فرنسا وبلجيكا بالرغم من اختلاف الديانات والمعتقدات باعتبار أن الفن الصوفي يخاطب الروح والوجدان. أما عن ممارسة المرأة لهذا الفن الصوفي فأوضح ذات المتحدث أن هذه الأخيرة بإمكانها ممارسته لوحدها في مجالس نسائية خاصة بعيدا عن الرجل الذي ينفرد على المسرح أثناء أدائه لرقصة الدراويش.