فصل وزراء خارجية دول مجموعة غرب إفريقيا ووزراء دفاعها في تعداد القوة العسكرية التي يتوقع تشكيلها للاضطلاع بمهمة تحرير شمال مالي من قبضة التنظيمات الإسلامية المتطرفة ضمن خطة ينتظر أن تعرض على أعضاء مجلس الأمن الدولي لاحقا. وينتظر أن يصادق قادة الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجموعة "ايكواس"، اليوم، بالعاصمة النيجيرية، على خطة متكاملة بشقيها السياسي والعسكري لإقناع مجلس الأمن بإصدار لائحة تعطي الضوء الأخضر للقيام بتدخل عسكري تحت لواء منظمة الأممالمتحدة في ولايات شمال هذا البلد التي خرجت من تحت سيطرتها منذ شهر مارس الماضي تاريخ الإطاحة بنظام الرئيس امادو توماني توري. وأكدت مصادر على صلة بالاجتماع المشترك الذي عقده وزراء الخارجية والدفاع لمجموعة دول غرب إفريقيا أن جزءا من هذه القوة لن يكون بالضرورة من تعداد جيوشها. وهو ما يدفع إلى الاعتقاد أن هذه الدول تسعى لمنح دول من خارج منظمة ايوكواس دورا عسكريا لقواتها في هذه العملية، حيث تم توجيه الدعوة إلى دول إفريقية بعينها قصد إشراكها في هذه القوة. وقد اقتنع وزراء الدفاع وقادة هيئات أركان جيوش دول غرب إفريقيا خلال اجتماعاتهم الماراتونية التي عقدوها طيلة الأسبوع الماضي أن القوة التي اقترحوها وحددوا تعدادها في 3300 عسكري لن تكون كافية للقيام بمهمة في صحراء بمساحة عدة دول أوروبية مجتمعة. وجعل هؤلاء يضيفون قوة قوامها 2200 عسكري بناء على مقترحات يكون خبراء الإستراتيجية العسكرية لدول المجموعة ومن عدة دول غربية ومنظمات دولية قد طرحوها خلال أول اجتماع تنسيقي عقدوه بالعاصمة المالية مؤخرا لوضع ما اصطلحوا على تسميته ب«مفهوم الإستراتيجية" الذي تضمن الخطط العسكرية التي يتعين الأخذ بها من اجل إنجاح عملية التدخل في منطقة الساحل على أمل تحييد عناصر تنظيمي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا. ورغم أن الاجتماع أقر بتشكيل هذه القوة إلا أن الوزراء المشاركين فيه أبقوا على خيار الحل السياسي قائما وأكدوا في تقريرهم النهائي أنهم يحبذون الحوار على المواجهة العسكرية. وجاء هذا الموقف بعد المفاوضات التي أجرتها وفود عن حركة أنصار الدين الإسلامية الناشطة في شمال مالي مع الرئيس البوركينابي بليز كمباوري بالعاصمة واغادوغو التي أقروا على اثرها بقطع صلتهم مع تنظيمي القاعدة والجهاد والتوحيد ونبذهم لكل أعمال الإرهاب والتطرف وقبلوهم باللعبة الديمقراطية في البلاد ورفضهم كل فكرة لتقسيم دولة مالي. وقال قادري اودراوغو رئيس مفوضية مجموعة منظمة "ايكواس" المشارك في اجتماعات العاصمة النيجيرية أن الخطة الإستراتجية للتعامل مع الوضع في مالي يجب أن تأخذ بمقاربة الخيارين، الدبلوماسي والعسكري.