يعود المهرجان الثقافي المحلي “سبيبة جانت” من 15 إلى 24 نوفمبر الجاري، ويستعد أهل أزلواز وأهل الميهان بمدينة جانت بولاية ايليزي، للاحتفال بهذا العرس التقليدي الذي يفتتح في أول محرم ويمتد إلى غاية يوم عاشوراء. دأب السكان المحليون على الاحتفال بهذا العيد بشكل مستمر، إلى أن تحول إلى مهرجان ثقافي منذ 2009، وصارت السلطات الإقليمية تشارك في تنظيم التظاهرة، للمرة الرابعة على التوالي، وقد أعدت محافظة المهرجان برنامجا ثريا ستستهله فرقة “تيمولاون” التقليدية في ساحة “داغ أزاويت” وحي الميزان، وكذا في ساحة خيلة بحي زلواز. ويتضمن البرنامج المسطر للتظاهرة، تنظيم يوم دراسي حول شعر السبيبة، بالمعهد الوطني المتخصص للتكوين المهني بايفري بجانت، ومعرض له في المكتبة البلدية للمدينة، وعرض من أداء الفرق الشعبية، بوسط المدينة، ومسابقة للمهاري، ستنطلق من وادي تيني لتنتهي في إن دابرين، وفي يوم عاشوراء المصادف ليوم 24 نوفمبر الجاري، ينظم ما يسمى “تيلالن”، وهو الحفل الختامي للمهرجان، ويبدأ الحفل في الصباح لينتهي عند غروب الشمس، والسهرة الختامية للمهرجان ستقام في ساحة دار الصناعات التقليدية وسط مدينة جانت، على إيقاع الطبوع الموسيقية المحلية. تعتبر “السبيبة” مناسبة سعيدة تلتقي فيها القبيلتان المحليتان للاحتفال بمعاهدة السلام التي عقدها الأسلاف قبل آلاف السنين، فحسب الأسطورة، سمح هذا العقد بين أل أورارن وال تارورفيت بوضع حد لأطول الحروب القبلية في تاريخ قبائل أجر، ويقال انه يعود إلى عام 1230 قبل الميلاد. يقام خلال هذه التظاهرة التي تجتمع فيها أكبر قصور مدينة جانت، مبارزات ودية بين الأهالي، تؤدى بالرقص وعلى إيقاع الطبول، ويتم اختيار المشاركين من قبل شيوخ الأحياء الذين يعكفون على تشكيل أحسن الفرق، وتتمثل معايير الاختيار في الأزياء والحركات والأغاني والعروض الكوريغرافية. وفي رقصة المحاربين هناك شيء مقدس، ومرة كل عام وبمناسبة هذا الحدث، تكشف أقنعة “تنكابوت” التي تتوارثها الأجيال والمحفوظة بعناية، فائقة، ويرتدي الراقصون زيا رسميا يسمى “تكامست” ونعالا تسمى “تامبا”، ويحملون في يد سيفا وفي الأخرى منديلا. أما النساء، فيؤدين ايقاعات موسيقية تسمى “غانغا” بواسطة الطبول، ويصاحبن بها المحاربين في رقصاتهم، وينشدن أغنية تقليدية تدعى “تسيوان”، ليختتم هذا العرض بمشهد بهيج عند وصول “امغارن” (الشيوخ والحكماء) على ظهر جمال مزركشة وسط الأناشيد والموسيقى.