أكد بعض ممثلي المجتمع المدني ومواطني بلدية عين البنيان على ضرورة الانتخاب واختيار رئيس بلدية جديد، يكون قادرا على حل المشاكل التي لا تزال عالقة، منها البطالة، السكن وتوفير المرافق التربوية، الثقافية والاجتماعية التي تتناسب وعدد السكان الذي تزايد بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة. وخلال جولتنا الاستطلاعية للمنطقة، التقينا ممثلي المجتمع المدني، ومنهم ممثلو جمعية حي 11 ديسمبر الذي يعتبر أحد أعرق الأحياء بالبلدية، حيث ذكر ممثل الجمعية أن العديد من سكان هذا الحي عبروا عن نيتهم في الانتخاب لاختيار رئيس بلدية جديد، والذهاب بقوة إلى صناديق الإقتراع يوم 29 نوفمبر لاختيار الشخص المناسب من بين الذين تقدموا للترشح، حيث أشار المتحدث إلى أن قاطني هذا الحي الذي يعود إلى سنة 1945، سوف لن يفوتوا الفرصة لاختيار الأشخاص الذين يعرفونهم والذين لهم تجربة في تسيير الأمور المحلية بعين البنيان. من جهة أخرى، اعتبر ممثلو جمعية «الأمل» السيد أحروزن أحمد، أن الانتخاب فعل حضاري وواجب لا يجب التخلي عنه، خاصة أن الأمر يتعلق بانتخاب مسؤولين محليين بإمكانهم حل الكثير من المشاكل والإنشغالات المطروحة منذ سنوات، على غرار تهيئة الأحياء القديمة. كهول وشباب ينتخبون حبا في الوطن من جهتها، قالت إحدى المسنات التقتها»المساء»رفقة ابنها الشاب بالقرب من مقر بلدية عين البنيان، إنها ستنتخب كالعادة ولا تفوت الفرصة رغم أنها لا تعرف المرشحين، فهي تنتخب كما قالت «خدمة للوطن وحبا فيه»، بينما ذكر ابنها أنه سينتخب هذه المرة من أجل اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، أملا في أن يهتم بمشاكل الشباب، خاصة منها العمل والسكن، وهو الانشغال الذي أبدته امرأة وأم لثلاثة شبان، قالت إن أزمة السكن حالت دوم زواجهم، مما جعلهم يقررون الانتخاب لإحداث التغيير واختيار رئيس بلدية جديد من بين المترشحين. ولم يفوت بعض الشباب الذين التقتهم «المساء» الفرصة لانتقاد المنتخبين السابقين الذين لم يولوا اهتماما لهذه الشريحة التي تواجه مشكل البطالة، مشيرين أنهم سينتخبون على الشخص الذي سيلعب دوره كرئيس بلدية. أما موظفة وإطار في إدارة عمومية، فأكدت أنها ستنتخب كالعادة وتطلب من المنتخبين القادمين أن يهتموا بالمتخرجين من الجامعات والإطارات غير المستغلة، والاهتمام بالنظافة التي تدهورت كثيرا والقيام بحملات توعوية، مع رفع أجور عمال النظافة لتشجيعهم على العمل أكثر، وعدم الاهتمام فقط بملف السكن «لأن نظافة المحيط من الجوانب الهامة بالنسبة لكل بلدية». على الشباب أن ينتخب لاختيار الشخص المناسب بدورها، قالت موظفة بإحدى الإدارات؛ إنها ستنتخب هذه المرة بعدما قاطعت «لأننا كثيرا ما قمنا بتخويف الناس لكي لا ينتخبوا، لكن هذا خطأ لأنه يجب على كل واحد منا أن ينتخب ويعبر عن صوته، لأن التعبير عن كل صوت هو الذي سيدفع إلى التغيير،»مضيفة أنه لا يجب على المنتخبين أن يبقوا مكتوفي الأيدي، بحجة أن «المير» السابق لم يفعل شيئا، وفي هذا الصدد، دعت الموظفة شباب عين البنيان إلى ضرورة التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع «لأنكم مواطنون جزائريون وبطاقة الناخب شيء مهم جدا، وهي دليل على وجودكم، وأن هذا الصوت هو الذي سيأتي بالتغيير على كل المستويات». وعبرت المتحدثة عن رغبتها في أن يتجه الأشخاص هذه المرة إلى صناديق الإقتراع لاختيار الشخص المناسب الذي يعرف بلديته جيدا، والذي يكون على دراية بالمشاكل الحقيقية لعين البنيان، وقادرا على تسييرها، ودعت كل من يتجه إلى صناديق الإقتراع أن يكون واعيا ويختار الشخص المناسب في المكان المناسب «الذي بإمكانه أن يحل المشاكل التي عجز عنها سابقوه، لأنه ليس من السهل تسيير شؤون البلدية»، مما يؤكد حسبها ضرورة اختيار الشخص الكفء الذي يتمتع بمستوى علمي يمكنه من التسيير وتحقيق التنمية. ووجهت هذه السيدة التي أظهرت معرفتها الدقيقة بتسيير شؤون البلدية، نداء للشخص الذي سيتولى هذا الأمر بعد 29 نوفمبر، أن يأخذ بعين الإعتبار مسألة التوظيف التي تتم -حسبها- بطريقة فوضوية على مستوى الإدارة ببلدية عين البنيان، وكذلك الاهتمام بمشكل نقص المؤسسات التربوية والمكتبات، غياب دور للحضانة، مشكل النظافة والصيانة داخل الأحياء. أما مواطن آخر، فقال ل«المساء» أن عين البنيان بحاجة إلى مسؤولين محليين غيورين على البلدية التي تنامت فيها البيوت القصديرية كالفطريات بسبب تواطؤ البعض، كما يجعل الانتخاب أكثر من ضرورة للقضاء على هذه المظاهر السلبية التي شوهت العاصمة. أما صديقه، فتساءل عن عدم استفادة بعض سكان عين البنيان من البرامج السكنية الكثيرة التي أنجزت على ترابها للتخفيف من أزمة السكن، متمنيا أن يأخذ المنتخبون القادمون هذه المسألة بعين الاعتبار، من خلال التنسيق مع المسؤولين على هذا القطاع.