عاد الهدوء إلى بيروت بعد تدخل الجيش لفض اشتباكات اندلعت بين أنصار المعارضة والموالاة وقعت في وقت متأخر من مساء أمس، وأسفرت عن سقوط عدد من المصابين وأدت إلى وقوع بعض الأضرار. وقد انتشرت قوات الجيش اللبناني خصوصا في منطقة رأس النبع وسط بيروت ومناطق أخرى امتدت إليها المواجهات بين الطرفين من شارع محمد الحوت في رأس النبع إلى النويرة والسبعة وبرج أبو حيدر. وتعرضت بعض واجهات المحال التجارية للتحطيم وإضرام النار، وفق ما ذكرته عدة محطات تلفزة لبنانية، في حين أشارت مصادر أمنية إلى تعرض منزل وسيارة للحرق بواسطة قنابل حارقة (مولوتوف). من جانبه نفى حزب الله تعرض مقره في رأس النبع للحرق كما أفادت بذلك بعض الأنباء. كما نفت حركة أمل عدم تورط أي من أنصارها في هذه الأحداث. وكانت مصادر أمنية وأنباء أفادت في وقت سابق بأن المواجهات اندلعت بين أنصار تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري من الموالاة، وأنصار حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري من المعارضة. وتناقلت بعض وسائل الإعلام أن أنصار الجانبين تبادلا إطلاق النار في بعض الأماكن، ولكن قوات الأمن أكدت أن معظم إطلاق النار كان من قبل الجيش وفي الهواء لتفريق مثيري الشغب من الطرفين. ولم تتضح بعد أسباب اندلاع المواجهات الجديدة، ولكن التوتر مستمر منذ أسابيع ويتم الإبلاغ عن وقوع حوادث أصغر بشكل شبه يومي تقريبا، وقد وقع آخر اشتباك مماثل يوم 12 فبراير الجاري قبل يومين من الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، لكن الجيش تمكن من تطويقها. وفي العاشر من الشهر الجاري دارت اشتباكات مسلحة بين أنصار زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط -أحد أركان الأكثرية- وآخرين مناصرين لتنظيم درزي من المعارضة في مدينة عاليه شرق بيروت، أسفرت عن إصابة شخصين. وتأتي هذه المواجهات في جو محتقن جدا بين الأطراف السياسية وفي وقت يشهد فيه لبنان أزمة سياسية هي الأكثر حدة منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، وسط فراغ في رئاسة الجمهورية منذ 24 نوفمبر الماضي. المصدر: الجزيرة