أكد محمد البرغثي وزير الدفاع الليبي الجديد أن السلطات الليبية عازمة على إعادة بناء “جيش قوي وذكي ونوعي” تكون مهمته الأساسية الحفاظ على الشرعية والدفاع عن أمن البلاد. وجاءت تصريحات البرغثي في كلمة ألقاها بمناسبة إشرافه على افتتاح ورشة تفكير شارك فيها خبراء عسكريون لمناقشة سبل إعادة تكوين الجيش الليبي بعد الشرخ الذي تعرض له خلال ما أصبح يعرف ب “ثورة 17 فيفري 2011 ضد نظام العقيد القذافي. وجاء تنظيم هذه الورشة بمبادرة من كلية القيادة والأركان التابعة للجيش الليبي والأكاديمية الليبية للدراسات العليا بإشراف من هيئة الأممالمتحدة حملت عنوان “نحو بناء القوات المسلحة الليبية على قاعدة الجيش النوعي الذكي ضروراته وتحدياته”. وناقش المشاركون في هذه الندوة عدّة تدخلات لباحثين وضباط في الجيش النظامي للتعرف على “الحلول الناجعة لاستعادة الأمن المفقود في البلاد وكذا سبل إعادة تكوين جيش قادر على مواجهة التحديات التي فرضتها التطورات الحاصلة في ليبيا وصياغة عقيدة وطنية لجيشها النظامي”. وأكد اللواء يوسف المنقوش رئيس هيئة الأركان العامة على “ضرورة دمج جزء من الثوار في خلق نواة الجيش الجديد” بقناعة أنهم “هم وقود قواتنا المسلحة على اختلاف تشكيلاتها وفروعها”. وفي سياق أمني أكد مسؤولون ليبيون أن مدير الأمن الوطني في مدينة بنغازي لقي مصرعه على أيدي مجهولين أمام منزله في وقت مبكر أمس. وذكرت مصادر وزارة الداخلية أن العقيد فرج الدرسي توفي متأثرا بإصابته بعدة طلقات نارية أمام منزله عندما فتح مجهولون كانوا على متن سيارة النار عليه حيث لفظ أنفاسه الأخيرة دقائق بعد نقله إلى المستشفى. وعين الدرسي في منصبه أسابيع بعد الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في المدينة يوم 11 سبتمبر الماضي وأودى بحياة السفير الأمريكي كريس ستيفنس وثلاثة موظفين في القنصلية الأمريكية بثاني أكبر المدن الليبية. وتدرج الدرسي في عدة مناصب في نظام معمر القذافي، ومن بينها قائد شرطة مكافحة المخدرات قبل أن ينضم إلى المتمردين في فيفري 2011. وتندرج عملية الاغتيال ضمن سلسلة عمليات اغتيال شهدتها مدينة بنغازي والتي طالت على وجه خاص مسؤولين في أجهزة الأمن والجيش وسياسيين ممن تولوا مناصب مسؤولية خلال النظام السابق، رغم أنهم انشقوا عنه والتحقوا بصفوف “الثوار” ضد العقيد معمر القذافي.