برهن، أمس، مواطنو ولاية الجزائر عن ولائهم للجزائر مرة أخرى وتمسكهم بالروح الوطنية، بعدما توافدوا منذ الساعات الأولى إلى مكاتب الاقتراع، مؤكدين بذلك انتماءهم الأصيل للجزائر، التي كلما نادتهم وجدتهم بجانبها، مشيرين إلى أن ما قيل عن مقاطعة الانتخابات كان مجرد إشاعات ذهبت في مهب الريح يوم ال 29 نوفمبر، وخلال هذا الاستطلاع، الذي قامت به “المساء” في ثلاث بلديات وهي المدنية، التي تميزت بمشاركة معتبرة للأسرة الثورية والقصبة، التي هب سكانها بقوة لكسر الانسداد والجزائر الوسطى، التي تميزت مكاتبها بالتنظيم المحكم. توزع الناخبون ببلدية المدنية عبر 10 مراكز للتصويت ضمت 87 مكتب تصويت مسجل بقوائما 25 ألف ناخب، حسبما جاء عن الأمين العام للبلدية، السيد كنجوة توفيق، الذي أشار أيضا إلى وجود 609 مؤطر للسهر على صيرورة العملية الانتخابية وكانت نقطة الانطلاق من مركز “عبد الكريم العڤون” النسائي، الذي ضم 19 مكتبا ورغم التوافد المحتشم للمنتخبات بسبب رداءة الطقس، إلا أن الأعداد تضاعفت تدريجيا خلال الظهيرة. واقتربت “المساء” من السيدة خيرة (مجاهدة -89 سنة-)، التي طرحنا عليها بعض الأسئلة بشأن أدائها لواجبها الانتخابي رغم حالتها الصحية وسنها المتقدم والذي زاده رداءة الطقس، فردت قائلة “كل شيء يهون في سبيل الجزائر وواجبي اليوم لا يقل شأنا عن واجبي بالأمس، ضحينا خلال الحرب التحريرية بالنفس والنفيس من أجل عزة هذا الوطن وأبنائه، فكيف تصدني الأمطار أو تقدم سني عن أداء واجبي الذي لن يوقفني عنه إلا الموت، حتى وإن حصل ذلك أمام صناديق التصويت”. كما سجل بمركز فاطمة غزالي بالمدنية 2007 منتخبة وسخرت بمركز ملود برازة 8 مكاتب لاستقبال 2475 ناخبا سجلوا حضورا قويا رغم برودة الجو منذ الساعات الأولى. الجزائر الوسطى: الإقبال يفنذ إشاعات المقاطعة أحصت بلدية الجزائر الوسطى 154 ألف و573 ناخبا توزعوا على 21 مركز اقتراع ضمت 193 مكتبا انتخابيا، وحسب المشرفين على إدارة بعض المراكز الانتخابية بالجزائر الوسطى فإن العملية الانتخابية، على غرار مركز الموحدين، لقيت تجاوبا من قبل المواطنين الذين توافدوا على المكاتب لأداء واجبهم الوطني بكثرة، لاسيما في فترة الظهيرة وهو الأمر الذي يعكس رغبة المواطنين في التغيير حسبما جاء عن بعض الشباب، حيث قال أحدهم ل “المساء”، “لقد انتظرت هذا الموعد لأنتخب على بعض المترشحين الذين أجد فيهم الوعي وروح المسؤولية التي لم أجدها في المسؤولين المحليين السابقين”، مضيفا “أنا كشاب أقوم بمهمة تحفيز أبناء الجزائر الوسطى على الانتخاب من أجل التغيير ونبذ القطيعة”. سكان القصبة: انتخب من أجل إزالة آثار الإنسداد كما عمليات التصويت في مختلف المراكز الانتخابية التابعة لبلدية القصبة في أجواء سادها الهدوء والإصرار على التغيير، وذلك ما أكدته المعاينة الميدانية ل “المساء”، حيث لاحظت إقبال شرائح مختلفة من المواطنين في شتى المكاتب التي زارتها، على غرار مركز مالك بن نبي بالقصبة السفلى، الذي بلغت الهيئة الناخبة 3080 مسجلا و14 مكتبا أشرف عليها 47 مؤطرا، وصرح المواطنون ل “المساء” بأنهم انتخبوا رافعين التحدي لإزالة حالة الانسداد التي طالت المجلس الماضي، مما عطل مصالح المواطنين وأقصى بلديتنا من السكن بسبب عدم وجود رئيس بلدية يرعى مصالحنا كباقي البلديات، كما وجه المواطنون في هذا اليوم المشهود عبر “المساء” نداء على خلاف النداء عبر صناديق الاقتراع، داعين الدولة لأن ينتشل أبناء القصبتين السفلى والعليا من خطر البنايات الهشة، خاصة خلال فصل الشتاء، مؤكدين على أنهم لن ينحادوا عن نداء الوطن رغم كل شيء، كما سجل مشاركة قوية للمرأة بمركز تصويت ثانوية الأمير عبد القادر بعد الظهيرة مغتنمة تحسن أوضاع الطقس.