أكثر من كونه سلوكا غير حضاري يمكن وصفه بالوقح والمتعفن، الملابس الداخلية المتسخة التي تكتسح الكثير من الأماكن والمناطق في صورة تجعل المرء يفكر في مدى إقبال هؤلاء الأشخاص على الماء والصابون واستعمال المطهرات الموجودة في كل الأماكن وبأسعار مقبولة أيضا في حياتهم الخاصة. إنها للأسف صورة تتكرر في بعض الشرفات المطلة على الشوارع الرئيسية وحتى على الشرفات المقابلة للجيران، حيث يشعر المرء بنوع من التقزز وهو يشاهد الملابس الداخلية وخاصة النسوية متدلية على الرؤوس، حيث ترغمك صاحبتها للأسف على مشاهد تعافها النفس فلا يمكن ان تحجب العين عنها لأنها تقابلك أو تعترض طريقك، فلا يجب عليك أن ترفع رأسك لتراها لأنها صوبك مباشرة... فما يمكن قوله أمام هذا المشهد الخالي من الكثير من الأشياء أبسطها وأولها الوجه الحضاري لأن الحضارة أمنت وسائل بسيطة لنشر الغسيل الداخلي داخل البيت وبشكل محترم جدا، إذ يصعب حتى على أصحاب البيت مشاهدة تفاصيل ذلك اللباس وهو معلق، والخالي أيضا من أوجه الحياء الذي يتصف به المؤمن وكذا الخصوصية، فما قيمة الخصوصية إذا أصبحت حتى الأمور الجد خاصة على مرأى الجميع، كما أن مثل هذه الأمور تغير الصورة النمطية للمرأة لدى عشاق النظافة آو المصابين بوسواس النظافة الذين تقع أعينهم على مثل هذه المشاهد المقززة، فتصبح للأسف كل السيدات قاب قوسين آو أدنى... ولا يختلف اثنان على ان - السترة - موجودة أيضا في تقاليدنا، بل هي جوهر أساسي في المعاملات والعلاقات، فحبذا لو يراجع البعض تصرفاتهم، خاصة الذين يحملون على عاتقهم تربية الأجيال في تصرفات ومجالات مختلفة.