انتظر الجمهور الرياضي إلى غاية نهاية الجولة 15 من البطولة الوطنية للتعرف على بطل مرحلة الذهاب، بعد الصراع الذي دام عدة جولات بين الرائدين وفاق سطيف واتحاد الحراش، لتعود الكلمة الأخيرة إلى النسر الأسود، الذي سجل تعادلا ثمينا في اللقاء الأخير بقسنطينية، في حين ضيع الفريق الحراشي مرتبته الأولى في داربي عاصمي ضد مولودية الجزائر بملعب 5 جويلية، ليعلن عن تتويج الوفاق باللقب الشتوي لموسم 2012/ 2013. استطاع وفاق سطيف أن يتميز عن بقية الأندية الأخرى، بفضل الاستقرار الذي يسوده والذي ساعده على أن يحتل المرتبة الأولى في الرتيب العام، فالتسيير المحكم لمسؤوليه مكن هذا النادي من أن يكون من أحسن الأندية على المستوى الوطني من حيث التنظيم والانضباط فوق الميدان من قبل اللاعبين، الذين حققوا 31 نقطة من 45 الممكنة والذين يبدو أنهم يريدون الحفاظ على لقب الموسم الماضي.
شبان الحراش أبهروا كل المتتبعين اتحاد الحراش من جانبه، كان من بين أحسن الأندية في هذه المرحلة الأولى من البطولة، فشبان الحراش أبهروا كل متتبعيهم من خلال أدائهم المميز في المباريات والذي أتى بثماره بمحافظتهم على المرتبة الأولى لعدة جولات إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب، حيث أنهوها بمرتبة ثانية وبفارق نقطة واحدة عن المتوج باللقب الشتوي، فهذا النادي أيضا يميزه الاستقرار، خاصة في الطاقم الفني، وقوته أيضا تكمن في عدم اعتماده على النجوم، مما ينبئ بمستقبل أحسن لهذا الفريق الذي يسير بإمكانيات قليلة، وأظهر أنه أحسن بكثير من أصحاب الأموال الضخمة.
شباب بلوزداد أنهى المرحلة في أزمة وأندية أخرى لا تزال تعاني مرحلة الذهاب من البطولة الوطنية للموسم الحالي، عاشتها بعض الأندية في سلام، في حين لم تعرف فيها أخرى الراحة لحد الآن بسبب المشاكل الكبيرة التي تتخبط فيها، والتي سببت لها متاعب كثيرة، مثل شباب بلوزداد الذي لن ينس أبدا الوضعية التي عاشها في هذه المرحلة، التي انتهت بتعادل الفريق في داربي عاصمي ضد اتحاد الجزائر، في وقت يهدد فيع لاعبوه برحيل وشيك في حال عدم تسوية وضعياتهم المالية بعد مباراة الكأس، كما عاشت أندية أخرى أزمات إدارية ومالية كشباب باتنة القابع في المرتبة الأخيرة والذي قلص من حظوظ بقائه في الرابطة الأولى، أو اتحاد سيدي بلعباس ووداد تلمسان ومولودية وهران، أصحاب المؤخرة في الترتيب، وهي الأندية التي لا تزال تعاني من المشاكل الإدارية ونقص الموارد المالية، التي أثرت مباشرة على أداء لاعبيها.
شبيبة الساورة الصاعد الجديد أزعج أندية كبيرة نهاية المرحلة الأولى من بطولة هذا الموسم، مكنت الجمهور الرياضي من اكتشاف فريق من الجنوب الجزائري، شبيبة الساورة، الصاعد الجديد إلى الرابطة الأولى، والذي تميز هو الآخر بأداء لاعبيه فوق الميدان، حيث احتل المرتبة 9 برصيد 20 نقطة، متفوقا على أندية لها تجربة كبيرة في القسم الأعلى وأثبت لحد الآن، أنه سيخلق مشاكل كثيرة لها مستقبلا.
اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر جنبا إلى جنب اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر الطامحان إلى الفوز بلقب البطولة، أنهيا المرحلة الأولى منها بنفس عدد النقاط، 27 نقطة لكل فريق، بأفضلية صغيرة للاتحاد، الذي تحسنت نتائجه بعد قدوم المدرب الفرنسي رولان كوربيس، ومن جهة العميد، فإشراف جمال مناد على العارضة الفنية كان له وقعه على النادي، حيث يعد التقني الجزائري ثالث مدرب يشرف على العارضة الفنية للفريق، بعد كل من ليفيغ ورابيي. فمرحلة الذهاب من البطولة الوطنية كانت مرحلة تغيير المدربين بامتياز، حيث بدأ ذلك منذ الجولات الأولى من المنافسة ومس معظم الأندية، التي بدأ معظمها بمدربين أجانب وتم إقالتهم بسرعة كبيرة بسبب النتائج السلبية.
شبيبة بجاية تتراجع إلى الوراء والكناري يعد بعودة قوية شبيبة بجاية تراجعت بشكل لم يكن متوقعا، وهي التي كان يحسب لها ألف حساب، غير أن نتائجها لم تكن في مستوى التطلعات، رغم أنها أنهت مرحلة الذهاب في مرتبة خامسة، في حين سجلت مولودية العلمة نتائج إيجابية لم تكن منتظرة من قبل المتتبعين، مما سمح لهذا الفريق بالتمركز في المرتبة 6 ب 22 نقطة، متقدما شباب قسنطينة بكل ترسانته من اللاعبين وإمكانياته الضخمة ومدرب عالمي، الفرنسي لومار، والذي اكتفى بالمرتبة 7 برصيد 21 نقطة، فحسب ما صرح به رئيسه بولحبيب، سابقا، فهدفه تكوين فريق كبير وليس البطولة في الوقت الحالي. أما شبيبة القبائل فقد عاشت هي الأخرى اضطرابات كبيرة في المرحلة الماضية، كادت أن تدخل النادي في أزمة كبيرة، غير أن عودة سنجاق إلى تدريب الفريق جعلته يتنفس ويستعيد نشوة الانتصارات، في انتظار ترتيب البيت من جديد وتسجيل عودة قوية في مرحلة الإياب.
جمعية الشلف تخيب في مرحلة الذهاب والصراع سيشتد في الإياب وتبقى جمعية الشلف الفريق الذي فاجأ المتتبعين بتراجعه هو الآخر في تسجيل النتائج الإيجابية، عكس ما عودنا في سنوات قريبة، وهذا بسبب الأزمة المالية أيضا التي تضرب النادي، ما جعله يحتل المرتبة 12 برصيد 16 نقطة. أما أهلي البرج، فقد استطاع أن يحسن نتائجه مقارنة بالمواسم الماضية، وهذا بفضل الاستقدامات التي أجرتها الإدارة، بجلب لاعبين يملكون خبرة ،سمحوا لفريقهم بإنهاء المرحلة الماضية في المرتبة 11 ب 18 نقطة. ورغم تتويج الوفاق باللقب الشتوي، إلا أن المنافسة لم تنته بعد، وبالتالي يمكن أن تعرف مرحلة العودة تغييرا كبيرا، فالتنافس سيشتد في مرحلة الإياب بين أصحاب المقدمة وأصحاب مؤخرة الترتيب، وقد ينتظر الجمهور الرياضي أيضا إلى نهاية الجولة الأخيرة من بطولة هذا الموسم للتعرف على البطل.
أرقام عن مرحلة الذهاب من بطولة الرابطة المحترفة الأولى : بطل مرحلة الذهاب : وفاق سطيف. أحسن هجوم : وفاق سطيف ب 25 هدفا. أضعف هجوم : وداد تلمسان واتحاد سيدي بلعباس ب 6 أهداف. أحسن دفاع : وفاق سطيف واتحاد العاصمة 8 أهداف. أضعف دفاع : شباب باتنة ب 25 هدفا. عدد الأهداف المسجلة في مرحلة الذهاب : 221 هدف.