انتهت مرحلة الذهاب لأول بطولة احترافية في الجزائر بالمباراة التي جمعت بين شباب بلوزداد ووفاق سطيف في القمة التي انتهت بنتيجة سلبية صفر في كل شبكة، وجعلت أولمبي الشلف يتصدَّر الدوري المحترف إثر تعثر ملاحقه المباشر وفاق سطيف، وتُوّج الأولمبي باللقب الشتوي بفارق نقطتين عن الوفاق. فالمرتبة التي تحصَّل عليها أسود الشلف ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة للعمل الكبير الذي قام به المدرب مزيان إيغيل رفقة تشكيلته منذ بداية الموسم، واحتلاله للمركز الأول منذ الجولات الأولى كان نتيجة الانتداب الرشيد للاعبين الذين دعّموا الفريق والذين أعطوا الإضافة للتشكيلة على غرار السنوسي وجديات، والذين ضيَّعوا الفارق في العديد من المناسبات. من جهة أخرى، تألّق نائب بطل الموسم الفارط والحالي وفاق سطيف، رغم كل المشاكل التي واجهها منذ بداية البطولة برحيل سرار عن الفريق، ثم عودته مؤخرا وكثرة المشاكل المادية وتأجيل كم معتبر من المباريات بسبب مشاركة اللاعبين في مختلف البطولات القارية والإقليمية مع فريقهم والمنتخب الوطني، كل هذا لم يمنع أبناء عين الفوارة من الظهور بوجه مشرف وإنهاء مرحلة الذهاب في المركز الثاني برصيد 23 نقطة. مولودية الجزائر واتحاد العاصمة يخيّبان الآمال وبالنسبة لبطل الموسم الفارط مولودية الجزائر الذي خيَّب آمال المتتبِّعين والأنصار، الفريق الشاب الذي كان يحسب له ألف حساب وكان يعدُّ من خيرة أندية الموسم الفارط من خلال طريقة اللعب الفردية والجماعية، أصبح هذا الموسم وب 90 ٪ من تشكيلة الموسم الماضي لايستطيع في معظم المباريات القيام بهجمات خطيرة، ولا يقتصر هذا الضعف أمام الفرق الكبرى بل حتى أمام الفرق التي تلعب في الأقسام السفلى، على غرار ما شاهدناه في مباراة الكأس أمام مولودية المخادمة التي أسالت العرق البارد للعميد، ومما زاد الطين بلّة الأزمة المادية ومطالبة اللاعبين بمستحقاتهم التي يدينون بها للفريق.. كل هذه الأوضاع دفعت ببعض اللاعبين الى التهديد بالرحيل وآخرين بعدم تجديد الإمضاء في نهاية الموسم للمولودية، وبعضهم من قاطع التدريبات. وبعد نهاية مرحلة الذهاب المولودية التي أنهت المرحلة الأولى للموسم الفارط في المركز الأول، تلعب هذا الموسم لتفادي السقوط وتحتل المركز الثالث عشر بخمسة عشر نقطة. وفي نفس السياق، لا يزال يعاني الفريق العاصمي الآخر اتحاد العاصمة في الشق الأول من المنافسة، وأضاع عدة نقاط فوق ميدانه، ما جعله يستقدم المدرب الفرنسي رونار للخروج بالفريق من الورطة والمضي به قدمًا لتوسط على الأقل سلّم الترتيب. لكن لم يكن من ذلك شيء ولم يحرز رونار لحد الآن فوزه الأول مع أبناء سوسطارة الذين أنهوا المرحلة في المركز العاشر ب 17 نقطة، ولعل ما ورّط «الثعلب» هو العقم الهجومي، حيث أن نور الدين دحام لم يسترجع بعد عافيته، إلى جانب إصابة حميدي الذي ستبعده عن الميادين لمدة شهرين على أقل تقدير، وعدم انتداب مهاجمين في الميركاتو الشتوي.. كلها عوامل ستزيد من معاناة رفقاء عبدوني للعودة في المنافسة في مرحلة العودة. تألق سوداني.. وكان المستفيد الأكبر من مرحلة الذهاب لاعب أولمبي الشلف الهلال سوداني الذي استفاد من قوة فريقه وسلسلة النتائج الإيجابية وتصدُّر قائمة الهدافين ب 9 أهداف، كما قدم الإضافة للأولمبي، وهذا ما سمح له بالظفر بمكانة ضمن تعداد بن شيخة، وسجّل ثلاثية في بطولة إفريقيا، وصُنف من بين أحسن هدّافيها. لكن مع ذلك لا يزال ينتظره عمل جبار مع فريقه كي يتحصل على فرصته في الفريق الوطني الأول. أما بالنسبة للاعب الموهوب الذي اكتشفه الجمهورالعريض الموسم الماضي، مقداد، والذي كان أداؤُه مقبولا على طوال الموسم هذه السنة يبدو أنه تحسن وبدأ يتألق، كما عرف كيف يصنع له إسمًا في الفريق، خاصة بعد رحيل العديد من اللاعبين وإصابة دراق ومومن، حيث أصبح لايمكن الإستغناء عن خدماته. وبخصوص اللاعب الذي يبهر ويمرر ويسجل ويقوم بكل شيء في اتحاد الحراش وهو بومشرة الذي كسب قلوب عشاق الفريق، فبعد استقدامه من مولودية الجزائر أصبح الجميع يتحدّث عنه ويصفه باللاعب الذي أنساهم في جابو الموسم الماضي.