مع اقتراب موعد تجديد الهيئات الرياضية، يعرف مقر الفدراليات بدالي ابراهيم حركة نشطة تدور حول الموعد الانتخابي للاتحاديات الوطنية والمرتقب شهر فيفري المقبل. ويسود آراء الأوساط الرياضية انقسام واضح حول مستقبل الفدراليات، إذ أن البعض يؤيد تجديد الثقة في مسؤوليهم على غرار كريم تاميمونت ( رئيس الاتحادية الجزائرية للرماية) وعبد الحفيظ إيزم ( رئيس الاتحادية الوطنية للرياضة المدرسية)، والبعض الآخر يتمنى حدوث التغيير مثل اتحادية كرة اليد والجيدو . ولمعرفة الدوافع الحقيقية التي كانت وراء تمسك المجموعة الأولى بفكرة تجديد الثقة في مسؤوليها، اقتربت “المساء” من اتحادية الرماية التي كانت أعضاء مكتبها السباقين بمطالبة مسؤولهم الأول، كريم تاميمونت، بإيداع ملف ترشحه لعهدة أولمبية جديدة، وذلك بالنظر إلى الاحترام الذي يحظي به في أوساط هذه اللعبة، إلى جانب معرفته الجيدة لبيت الاتحادية ومحيطه، حيث يشهد له الجميع بالكفاءة العالية في التسيير الإداري لشؤون الفدرالية منذ أن تولى منصب الأمانة العامة ورئاسة الهيئة. وواصل الفاعلون في أسرة الرماية كلامهم، أن عهدة كريم تاميمونت كانت إيجابية على كافة الأصعدة، سواء تعلق الأمر بالنتائج الدولية أو التكوين القاعدي الذي يخص الحكام والمدربين والقاعدة، مبرزين في الوقت نفسه، المشاركة التاريخية في الألعاب الأولمبية التي كانت بفضل فاتح زايدي. وأوضح المتحدثون، أن تجديد الثقة في تاميمونت سيضمن ديمومة النجاحات والتألقات باعتباره واحدا من الإطارات الفعالة في الحقل الرياضي الوطني، انطلاقا من تجربته الكبيرة في التسيير التي تجاوزت 15 سنة، حيث شغل مناصب عدة، أهمها مدير التنظيم الرياضي باتحادية الكرة الطائرة من 1993 إلى 1997، رئيس مصلحة بمديرية الشباب والرياضة لولاية بومرداس من 1997 الى 2001 وأمين عام باتحادية الكرة الطائرة من 2001 الى 2004 ومدير التنظيم الرياضي بفدرالية الرماية من 2004 الى 2005، ثم أمينا عاما للهيئة الفدرالية نفسها من 2005 الى 2008 ورئيس الاتحادية للرماية 2008 الى 2012. ونفس الانطباع لمسناه لدى القائمين على شؤون الرياضة المدرسية، حيث كشف لنا المسؤول الأول للاتحادية، عبد الحفيظ إيزم، أن أعضاء المكتب يجمعون على الألقاب المتحصل عليها في العهدة الأولمبية 2008/2012، في مقدمتها لقب الألعاب المدرسية العربية الأخيرة التي جرت بالكويت شهر سبتمبر الماضي لم تحقق مثلها في العهدات السابقة، حيث نال الوفد الجزائري خلال هذه المنافسة 68 ميدالية منها 23 ذهبية، 27 فضية و18 برونزية. وأضاف موضحا، أن أسرة الاتحادية تود الحفاظ على الاستقرار باعتباره إحدى الطرق المؤيدة إلى النجاح، كما ألحت على متابعة الشبان الجزائريين الذين برزوا بإمتياز في دورة الكويت بنفس العناية و الاهتمام، كونهم الخزان الرئيسي للمنتخبات الوطنية في المواعيد الرياضية المقبلة على رأسها الألعاب الاولمبية 2016 بالبرازيل. ومن جهته، أكد رئيس الاتحادية الجزائرية للمسايفة، عبد الرؤوف برناوي، أنه سيقدم ملف ترشحه لعهدة أولمبية جديدة في حال طلب ذلك منه خلال أشغال الجمعية العامة الانتخابية المقررة يوم 23 فيفري القادم. وأوضح برناوي، أن أعضاء الفدرالية يلحون عليه لاستلام شؤون الفدرالية للأربع سنوات القادمة، لا سيما وأن الاستحقاقات المقبلة على رأسها الألعاب المتوسطية المرتقبة شهر جوان بمدينة مرسين التركية، ستكون من بين أولى أولويات الفدراليات خلال السنة المقبلة، باعتبارها الحلقة الهامة لاختيار العناصر التي سيتم إعدادها للألعاب الأولمبية عام 2016. وبالمقابل، أظهرت بعض الفدراليات، خاصة تلك التي كان مشوارها فاشلا طيلة أربع سنوات، على غرار اتحادية الجيدو وكرة اليد، إلحاحها على التغيير آملة من ورائه استرجاع المجد الذي فقدته قبل العهدة الأولمبية 2008/ 2012، ففي اتحادية الجيدو، أكدت مصادر مقربة، أن ثمة مرشحين اثنين لحد الآن للانتخابات الرئاسية الفدرالية المقررة خلال الأسبوع الأخير من جانفي القادم، ويتعلق الأمر بمحمد مريجة وإسماعيل أوكيلي، ويعد محمد مريجة رئيس سابق للاتحادية الوطنية للجيدو، الذي انتهت مهمته بعد انتخاب علي بن جمعة الذي استقال هو الآخر مؤخرا من منصبه ونابه عيسى بن وارث الذي يشرف مؤقتا على شؤون الاتحادية إلى غاية عقد الجمعية العامة نهاية الشهر الحالي، فيما يعد المرشح الثاني، أوكيلي إسماعيل، رئيسا لرابطة وهران للجيدو، والذي قرر هو الآخر الترشح من أجل تسيير الاتحادية خلال العهدة الأولمبية المقبلة. وحسب آراء أسرة اتحادية الجيدو، فإن محمد مريجة الذي يتولى أيضا منصب رئيس لجنة التكوين والتطوير على مستوى الهيئة الفدرالية الدولية للعبة، هو المرشح رقم واحد لنيل الكرسي الرئاسي للهيئة، نظرا لنجاعة استراتيجيته التكوينية خلال عهدته 2004/ 2008، والتي كللت بميداليتين أولمبيتين فضية لعمار بن يخلف وبرونزية لصوريا حداد خلال أولمبياد بكين 2008. وأضاف المتحدثون، أن الرهانات المقبلة والمتمثلة في بطولة إفريقيا للأمم المقررة في أفريل القادم بالموزمبيق وألعاب تركيا المتوسطية المبرمجة شهر جوان، إلى جانب بطولة العالم المزمعة في أوت القادم، تحتاج إلى رجل يعرف جيدا بيت الاتحادية وأوضاع الفريق الوطني الحالي الذي غابت عنه أسماء ثقيلة على غرار عمار بن يخلف وصوريا حداد ورشيدة وردان. أما اتحادية كرة اليد التي عاشت أزمة حادة استمرت قرابة سنة ونصف بسبب مقاطعة ثلاثة فرق وطنية للدوري المحلي بسبب تغيير نظام المنافسة ورفع عدد أندية القسم الأول من 14 إلى 20 ناديا، فأجواؤها المتعلقة بأسماء المترشحين تعرف سرية تامة، لا سيما وأن المياه عادت إلى مجاريها بعد طي صفحة النزاع وموافقة المسؤول جعفر أيت مولود على العودة إلى الأسلوب القديم بعد موافقة أندية القسم الممتاز خلال الاجتماع الذي عقد يوم السبت الماضي.