أحيى مئات آلاف الفلسطينيين، أمس، ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية التي تصادف الذكرى ال 48 لتأسيس حركة التحرير الفلسطينية "فتح"، بساحة السرايا بقلب مدينة غزة في مهرجان شعبي بهيج هو الأول الذي يقام بقطاع غزة منذ العام 2007 تاريخ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وشارك في هذا المهرجان الشعبي العديد من النساء والأطفال الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وراية حركة فتح الصفراء إضافة إلى صور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس وسط أجواء احتفالية بهيجة أعطت الأمل لكل الفلسطينيين في إمكانية إعادة لم شملهم في أقرب وقت ممكن، وهو ما جعل فايز أبو عيطة، متحدث باسم فتح في غزة، يعتبر تنظيم هذا المهرجان في هذه الأخيرة بمثابة "استفتاء على أن فتح هي رائدة الكفاح الفلسطيني". ووعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يتزعم حركة فتح، مناصريه في قطاع غزة بأن "النصر قريب وسنلتقي في غزة في وقت قريب"، وقال إن "غزة هي أولى الأراضي الفلسطينية التي تم طرد المحتل الصهيوني منها ووقف الاستيطان بها... ونأمل أن يتم رفع الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض عليها حتى تكون حرة ومرتبطة بباقي الأراضي الفلسطينية". وسارعت حركة حماس إلى تهنئة حركة فتح في ذكرى تأسيسها وقالت في بيان، أمس، إنها تعتبر "هذه الذكرى بمثابة احتفال بالوحدة الوطنية ونجاح لها كما لفتح"، وأضافت أن "هذه الأجواء الإيجابية مرحلة على طريق تحقيق الوحدة الوطنية". وكانت حركة حماس قد سمحت لغريمتها فتح بإحياء ذكرى تأسيسها بالقطاع من أجل تأكيد نواياها الحسنة في تحقيق المصالحة الوطنية، التي بقيت طيلة الفترة الماضية مجرد حبر على ورق دون أن تلقى طريقها للتجسيد على أرض الواقع بسبب عمق الخلافات بين فتح وحماس. ويبدو أن الفرقاء الفلسطينيين قد اقتنعوا بأهمية توحيد الصف لمواجهة المحتل الإسرائيلي والمضي قدما لإقامة دولة فلسطينية يعترف بها العالم أجمع. وفي السياق، وقع الرئيس محمود عباس، مساء أول أمس، مرسوما رئاسيا يقضي باعتماد اسم "دولة فلسطين" وشعارها بدلا عن السلطة الفلسطينية على جميع الأوراق والمعاملات الرسمية. ويأتي توقيع هذا المرسوم الرئاسي الذي جاء بداية لمراسيم أخرى سيتم توقيعها خلال الأيام القادمة في سياق تجسيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ال 29 نوفمبر الماضي القاضي برفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو بالأممالمتحدة، في قرار اعتبره كثيرون أنه قد يشكل خطوة أولى للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين بالمنظمة الأممية. وأعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنها قررت البدء في خطوات توقيع فلسطين على المواثيق والاتفاقيات الدولية تمهيدا للانضمام إلى وكالات الأممالمتحدة المتخصصة. وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة ترقية مكانة فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو في ال 29 نوفمبر الماضي بتأييد 138 دولة وامتناع 41 ورفض 9 دول من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وكندا. وتزامن هذا الإجراء الفلسطيني مع تأكيد نتائج سبر للآراء أعد قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات المقررة في إسرائيل أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة دون إيمانهم بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، حتى أن نسبة كبيرة منهم لا ترى في الرئيس عباس أنه شريك يمكن التعامل معه. ورغم تأييد غالبية الإسرائيليين لإقامة الدولة الفلسطينية، فإن آلة الاحتلال الإسرائيلي لا تتوقف على اقتراف مزيد من الاعتداءات في حق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني، فقد قصفت، أمس، أبراج الاحتلال الإسرائيلي العسكرية المتمركزة شرق مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة) منازل المواطنين الفلسطينيين وأراضي المزارعين بالرشاشات الثقيلة، وهو ما أثار حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطن،ين فيما لم يبلغ عن وقوع إصابات. وتزامن ذلك مع إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على شن حملة اعتقالات واسعة النطاق في صفوف نشطاء حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية زاعمة أن هذه الاعتقالات نفذت بعد ورود معلومات حول نية الحركة شن هجمات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية.