لا يزال قطاع الصحة بولاية البليدة يواجه عدة نقائص أثرت سلبا على الخدمات المقدمة، وزادت في متاعب المرضى الذين لم يجدوا البديل سوى التوجه إلى القطاع الخاص، ودفع تكاليف باهظة مقابل خدمات تبدو لهم أحسن أو البحث عن مستشفيات تقدم خدمات صحية مناسبة، وهذا يتطلب جهدا كبيرا ووسائط للوصول إلى الغاية المنشودة، ومن خلال معاينة “المساء” لمصحات بعض بلديات الولاية، وقفت على الوضعية الحقيقية عدة نقاط السلبية يستدعي استدراكها، ومشاريع واعدة من شأنها تحسين التغطية لاحقا. من خلال زيارتنا إلى بلدية بن خليل، وقفنا على وضعية قطاع الصحة الذي لايزال بحاجة إلى الاهتمام، فهو ناقص ولا يلبي حاجة السكان، التقينا بالسيد (د. ط) وهو مواطن من البلدية، صرح أن بلدية بن خليل بمراكزها الثلاثة لا تتوفر إلا على قاعة علاج ومستوصف بمركز البلدية، ولا يوفران حاجة السكان الذين يضطرون للتنقل إلى بوفاريك، وادي العلايق أوعاصمة الولاية، لتلقي أبسط العلاج، أما ببلدية بوقرة، فذكر لنا أحد المواطنين أن مستوى الخدمات المقدمة غير لائق، مضيفا أنه جاء من منطقة نائية بها مرافق صحية ضعيفة، لا تتوفر على عدد كاف من الأطباء ولا على أطباء متخصصين، الأمر الذي يدفع السكان للتوجه نحو المدن الكبيرة بحثا عن علاج أمثل، كما أن منطقة الجبابرة التي تتوفر على مستوصف وحيد ليس به أطباء مناوبون، يغلق أبوابه مبكرا، مجبرا السكان على التنقل لمسافة عشر كيلومترات إلى مدينة مفتاح، أما سيارات الإسعاف، فلا أثر لها في الفترة الليلية, كما يطالب مواطنين بلدية قرواو السلطات المعنية بتوفير مركز صحي لتغطية العجز الحاصل، وقاعة الاستعجالات التي تعد مشكلا عويصا بالنسبة لسكان البلدية التي لا تملك إلا مركزا صحيا بسيطا يخلو من التجهيزات الطبية الحديثة، وعلاوة على استقباله لسكان البلدية، يجبر في غالب الأحيان على التكفل بسكان البلديات المجاورة، كبلدية بني مراد وأولاد يعيش، كونه أقرب إليهم.
مؤسسات الصحة الجوارية لا تغطي العجز وحتى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية التي أنشئت، لم تقض على المشكل، فمثلا وجود هذه المؤسسة بأولاد يعيش لا يغطي العجز الحاصل، وحسب مديرها السيد (ط. م)، فإنها تغطي ثلاث بلديات وهي؛ أولاد يعيش البليدة وبوعرفة، ونظرا للكثافة السكانية التي تشهد ارتفاعا من يوم إلى آخر، فإن مشكل الضغط على المؤسسات الصحية الأخرى يبقى قائما، بالإضافة إلى نقص التجهيزات وكذا الأطباء والممرضين.
مديرية الصحة ونظرتها إلى وضعية القطاع وأوضح مدير الصحة بالبليدة، السيد زناتي أحمد ل« المساء، أن وضعية الصحة بالولاية في تحسن ملحوظ، فالهيئة التي يشرف عليها تسعى إلى تحقيق التغطية بمختلف بلديات الولاية، مضيفا أن القطاع يسجل نقائص، لكن يمكن تداركها مع الوقت، فالكثافة السكانية التي تشهدها مختلف البلديات، وخاصة القريبة من وسط المدينة بسبب النزوح، صعبت من المهمة، مضيفا أنه في الماضي كان مستوصف واحد يكفي بلدية بأكملها، أما اليوم، فيجب التماشي مع المتغيرات وذلك ببرمجة مرافق ومنشآت صحية تضمن التغطية الصحية وتقديم الخدمات المناسبة، مشيرا إلى أن القطاع يشهد تحسنا ملحوظا في مستوى كفاءة الأطقم الطبية والجراحية المتخصصة في مختلف المجالات، وفي هذا الصدد، انطلق تجهيز أول معهد إفريقي للكلى، في انتظار دخوله الخدمة قريبا، إلى جانب مركز لمعالجة آلزهايمر يعد الثاني قاريا، وكذا إنجاز معهد إفريقي لتكوين شبه الطبيين بمدينة العفرون، كلها مشاريع تضاف إلى تلك المتوفرة، لتجعل من البليدة قطبا صحيا بامتياز، سواء وطنيا أوقاريا. كما تدعم قطاع الصحة خلال الخماسي الجاري بمبلغ 7.2 ملايير دينار، قصد دراسة وإنجاز مركب خاص بالأم والطفل بطاقة استيعاب قاربت 80 سريرا ببلدية بوفاريك، مع دراسة وإنجاز مركز 60 سريرا ببلدية مفتاح خاص بذوي الاضطرابات النفسية، إلى جانب إنجاز مدرسة تكوين شبه طبي ب 300 مقعد، بالإضافة إلى دراسة وإنجاز 3 عيادات متعددة الخدمات بكل من البليدة، الصومعة، ومفتاح، كما تعمل المصالح المعنية على تكملة وتجهيز مركز مكافحة السرطان ببلدية أولاد يعيش، وكذا تهيئة وتجهيز 17 قاعة علاج في المناطق الحضرية.