يعرف حي سلامبي الواقع ببلدية باب الزوار وضعية بيئية متردية، بسبب التصرفات غير اللائقة للسكان الذين يزيدون في تلويث المحيط، حيث يرمون أكياس النفايات من الشرفات والنوافذ، بالإضافة إلى ترك القمامة في أقبية العمارة، مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة بداخلها، وأمام المفرغات العمومية، وهو ما يؤثر سلبا على الصحة العمومية للسكان. ويلاحظ الزائر تشوه الحي بسبب انتشار النفايات أمام السوق اليومية 8 ماي 1945، وبالقرب من ثانوية مصطفى لشرف، جراء عدم احترام المواطن لأماكن وأوقات رمي النفايات، إضافة إلى ظاهرة رمي أكياس القمامة من الشرفات، مما أدى بسكان الأحياء المجاورة إلى تفادي المرور بالقرب من عمارات ومفرغات حي سلامبي، إضافة إلى القطط التي تزيد من تعقيد الأوضاع، إذ تدفعها غريزتها إلى البحث عما تأكل بها، مما جعلها نقطة سوداء في ملف النظافة ببلدية باب الزوار. ونفى بعض المواطنين الذين التقيناهم بالحي فكرة رمي النفايات من النوافذ، مشيرين إلى أن فوضى القمامة صارت عادية، ولكن حسبهم، هي غير منتشرة بكثرة في حيهم، وعمال النظافة يقومون بما عليهم من مسؤولية، أما مواطنة أخرى تقطن بنفس الحي، فترى أن الظاهرة عادية، كونها تنتشر بمعظم أحياء العاصمة، والسبب في ذلك يعود إلى المواطن الذي لا يحترم وقت رمي النفايات، أما المنتشرة منها في غير الأماكن المخصصة لها، فتعود إلى نقص المفرغات العمومية بالحي، حيث يضم أربع مفرغات عمومية. من جهتهم، يلقى بعض المواطنين اللوم على سكان الحي، أما آخرون فيحملون عمال النظافة المسؤولية، إذ يتركون النفايات تتراكم، ثم يلجؤون إلى حرقها، الوضع الذي يسبب عادة تعقيدات صحية، كما أكدته إحدى المواطنات. من جهته، أوضح لنا أحد عمال النظافة أن اللوم يقع على المواطن الذي لا يقدر جهود العمال، ولا يساهم بأدنى حد في المحافظة على نظافة المحيط، مشيرا إلى أن مصالح “نات كوم” بباب الزوار تتوفر على أربع شاحنات، تمر كل يوم على الساعة السادسة والنصف صباحا، بعدها، يمر الفريق الأول لعمال النظافة الذي يعمل من السادسة والنصف صباحا إلى الواحدة بعد الزوال، والثاني يعمل من الواحدة إلى الرابعة مساء، إذ يرون أن مساهمة المواطن ضرورية للحد من انتشار وتفاقم الظاهرة. وفي ظل هذه الوضعية المتردية للبيئة بالحي، يبقى الردع غائبا، رغم وجود قوانين تعاقب الملوثين، وتستطيع البلدية أن تطبق ذلك على أرض الواقع باستعمال كل الوسائل القانونية المتاحة، إضافة إلى الحملات التحسيسية والتوعوية عن طريق وسائل الإعلام كالملصقات الإعلانية والإعلانات التلفزيونية...إلخ، التي تساهم في تحقيق نشر الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع.