توصلت طهران ومجموعة 5+1 المعنية بالتفاوض حول الملف النووي الإيراني، أمس، إلى اتفاق لاستئناف المحادثات المتوقفة بين الجانبين منذ مدة بينما لم يفصل بعد في مكان تنظيمها. وتوصل الجانبان إلى هذا الاتفاق خلال اتصال هاتفي بين علي باقري، مساعد كبير المفاوضين الإيرانيين وهيلغا سميد، مساعدة رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، كاترين اشتون وممثلة مجموعة 5+1، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا. وقال رامين مهمنباراست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إنه لم يتحدد بعد مكان إجراء هذه المحادثات، مشيرا إلى أن "مساعدة اشتون ستبلغ الإيرانيين بالأماكن المقترحة لاحتضان هذه المحادثات في أقرب وقت ممكن". يذكر أنه تم تنظيم ثلاث جولات من المفاوضات النووية غير المثمرة بين طهران والدول العظمى الست خلال العام الماضي في كل من إسطنبول وبغداد، كان آخرها بالعاصمة الروسية موسكو في جوان الماضي. ويأتي الإعلان عن تنظيم جولة جديدة من المحادثات عشية الزيارة المرتقبة لوفد عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران بهدف مناقشة بعض القضايا العالقة في البرنامج النووي الإيراني مع المسؤوليين الإيرانيين. وعشية هذه الزيارة، وجهت إيران رسائل شديدة اللهجة بخصوص تمسكها بحقها في امتلاك الطاقة النووية، لكن ذلك لم يمنعها من الحديث عن إمكانية التوصل إلى "اتفاق شامل" بخصوص زيارات التفتيش. وتحاول الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ حوالي عام التوصل إلى اتفاق مع إيران للسماح لمفتشيها بالقيام بعمليات تفتيش حرة للمنشآت النووية الإيرانية، لكن طهران وإلى غاية الآن لا تزال ترفض بعض مطالب الوكالة التي تمكنت من تفتيش جزء كبير من البرنامج النووي. واعتبرت أن الوكالة وبإصرارها على مطالبها تلك تكون قد تجاوزت المهام الموكلة لها في إطار معاهدة منع الانتشار النووي. وهو ما جعل رامين مهمنباراست يؤكد أن الوكالة مطالبة بالاعتراف "بكامل الحقوق النووية" لإيران بما فيها حق التخصيب، الذي يوجد في قلب النزاع القائم بين طهران والغرب المشكك في النوايا الحقيقية من وراء إصرار إيران على مواصلة برنامجها النووي إلى غاية محطته الأخيرة. وضمن هذا المنطق الإيراني، استبعد مهمنباراست إمكانية زيارة المفتشين الأمميين لموقع "بارشان" العسكري والذي تشتبه فيه الوكالة الدولية بأنه يستخدم لتجارب التفجيرات شديدة الحساسية المستعملة في صنع السلاح النووي. وعاد المسؤول الإيراني ليؤكد أنه لا علاقة لموقع "بارشان" العسكري القريب من العاصمة طهران "بالأنشطة النووية"، لكنه أشار إلى أنه يمكن بحث هذه المسألة في إطار اتفاق شامل محتمل التوصل إليه خلال زيارة وفد الوكالة اليوم إلى طهران.