غيورة على الفن الجزائري، تحدثت عنه بحرارة وأسف كبيرين بسبب التغيرات السلبية التي عصفت به، تطمح لتكوين جيل متمكن فنيا من خلال ”ألحان وشباب”، عودة المدرسة التي كانت ولا تزال رمزا للنجوم، ”المساء” استضافت كاتبة الكلمات والملحنة وهيبة ذيب ونقلت لكم هذا الحوار. حدثينا عن بدايتك مع الشعر واللحن؟ بدايتي كانت مع الإذاعة الوطنية سنة 1998، ولأن الموهبة تحتاج إلى صقل، فقد فعلت ذلك، وألقيت الشعر في مناسبات عديدة ، والآن أختص في الشعر الغنائي، فعندما تتزاوج الألحان الرائعة مع الكلمات الموزونة، تقدم فنا راقيا، وتصل للقلب سريعا.
أنت كاتبة كلمات في مدرسة ألحان وشباب، حدثينا عن تجربتك مع الأصوات الجديدة؟ لقد شاركت الشباب ابتداء من الطبعة الثانية، لدينا الكثير من الأصوات الرائعة التي تحتاج للرعاية والتكوين وتلقي أسس نيل المطرب وقاره، وحب الجمهور، فالمدرسة شمعة مضيئة لأهل الفن تخدمهم وتنور دربهم، كما أنجبت الكثير من الأسماء التي عانقت سماء العالمية.
ماهي الرسائل التي تودين إرسالها للشباب؟ أتمنى أن يظل الفن متعة للجميع ويستفيد منه الأشخاص، فالأغنية قريبة من الشباب، ويمكن الحديث إليهم من خلالها، أي يمكن تمرير الرسالة التربوية من خلالها، كما أن للأغنية الاجتماعية ميزة خاصة، وهي أنها تكشف العيوب مباشرة.
تعاملت مع الشابة ليندة، كيف تقيّمين ذلك التعامل؟ ليندة صوت فني قوي أؤمن بقدراته، لهذا تعاملت معها من خلال ألبومها الأول، فهي تبحث عن الفن الراقي وأنا أطمح لصوت ينفر من الرداءة، خاصة أن الأصوات الجميلة تراجعت والرداءة طغت، وأرى أن مستقبلها الفني زاهر جدا، فهي تؤدي الراي المحترم الذي يمكن أن يسمعه الجميع بدون خوف أو حياء.
بحكم وجودك في الميدان مند سنوات، إلى ما ترجعين الرداءة التي يعرفها الوسط الفني؟ الرداءة بدأت عندما غابت الرقابة الفنية في وسائل الإعلام، بعدما حلت لجنة النصوص رسميا، حيث كان المستوى الفني عاليا جدا، وابتداء من سنة 2000، أصبحنا نسمع أي شيء، وفي حضور كل أفراد العائلة، كما أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف لم تعد به أيضا لجنة مراقبة، وقيل إنها ستعود خلال السنة الجارية، ولا أخفي عنكم أنني أحارب الرداءة بكل قواي.
ماذا تحضر وهيبة؟ لدي مجموعة من الأعمال، وعلى رأسها كلمات أغاني في ميادين مختلفة منها؛ الاجتماعية، إلى جانب تلحين بعض الأعمال، في حين تعجبني الأغنية وأنسجم مع كلماتها، أقدم لها لحنا مشرقا.
ما هي نصيحتك للفنان الجزائري؟ أن يكون صادقا مع نفسه ويحترم اختياره، فكلمة فنان ثقيلة الوزن والمعاني، وألا ينتظر مقابلا للعطاء أكثر من حب الجمهور، فقد سئمنا السياسة التجارية التي انتهجها الكثيرون، كما يجب أن يتميز بالتواضع.
هل من أمنية؟ أتمنى أن أجد منتجا واحدا من أهل الفن يعرف مصاعب المهنة وحلاوتها لأعمل معه، لأنه أكيد، يفهم أكثر من غيره ما يقدم له، ويحترم الجهد.