تتواصل فعاليات منتدى دافوس السنوي في طبعته ال43 بمشاركة وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب العديد من كبار القادة السياسيين ورجال الأعمال في العالم. وخلال هذا اللقاء يشارك السيد مدلسي في الدورتين اللتين يخصصهما المنتدى للأثر الجيوسياسي للربيع العربي وأزمة مالي وتداعياتها الإقليمية والبشرية. ويلتقي خلال هذه المنتدى الذي ينعقد بالمنتجع السويسري في أجواء من التفاؤل الحذر إزاء انتهاء أسوإ أزمة مالية شهدها العالم، نحو 45 من قادة العالم وحوالي 2500 من الشخصيات والاعلاميين وقادة الصناعة والاقتصاد، إلى جانب مشاركة أكثر من 900 من كبار رجال الأعمال. ويعرض تقرير المنتدى وسائل حل الأزمات الاقتصادية بسبل أكثر مرونة واتساقا مع حاجة الشعوب، بهدف بناء نظم على قدر أعظم من الديناميكية والمرونة لمواجهة الأزمات الاقتصادية المستقبلية. ويطغى على لقاءات دافوس لهذا العام هدوء نسبي بعد توجه اقتصاديات أوروبا لمرحلة أقل خطورة، اجتازت من خلالها منطقة اليورو مخاوف الانهيار الاقتصادي التي طغت على نقاشات دافوس العام الماضي. كما شملت البرامج الافتتاحية للمنتدى كلمات لكل من رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف ونظيره البريطاني دافيد كامرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل. إلى جانب مداخلة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول سبل تعزيز النمو الاقتصادي العالمي ومكافحة الفقر. وتأتي الأزمة السورية وقضايا الأمن السياسي في الشرق الأوسط ضمن أولويات المؤتمر، في حين مثل سوريا رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة، معاذ الخطيب، بدلا من الحكومة السورية. كما أدرجت خلال المنتدى مجموعة من القضايا الأخرى التي لها صلة بالثورات العربية، بطالة الشباب، دور المرأة في الاقتصاد العالمي وقضايا الاحتباس الحراري. إلى جانب بحث السبل للتدخل الفرنسي في مالي وحادثة احتجاز الرهائن في الجزائر. وفي الجلسة الافتتاحية للمنتدى قال نائب رئيس صندوق النقد الدولي مين زهو أن "في هذه اللحظات بالتحديد تبدو الأمور أفضل بكثير مما كانت عليه قبل 12 شهرا، فقبل عام كنا هنا قلقين بشأن أزمة اليورو والهاوية المالية الأمريكية". وأضاف المسؤول المالي العالمي "ومع كل الخطوات التي تم اتخاذها بشأن السياسيات فإن الأمور أصبحت أكثر هدوءا الآن ولكن علينا أن نكون حذرين جدا". أما جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة "جاي بي مورغان تشيس" فقال إنه يشعر بأن القطاع المصرفي بدأ يطوي صفحة مقلقة في تاريخه، شهد خلالها مؤخراً العديد من التطورات الصعبة. وقال "أعتقد أن ذلك القطاع تخطى الماضي. وأعتقد أن الكثير من الشركات أداؤها جيد. والبنوك تواصل توسعها وإقراضها". ومع ذلك، فإن مسؤولين ومصرفيين حذروا من أن اضطرابات السوق يمكن أن تتجدد خاصة إذا فشلت الجهات التنظيمية في الاستفادة من دروس الأزمة المالية. وقال ديمون الذي يعد من أكبر المصرفيين في العالم "إذا فعلنا كل شيء بالشكل الصحيح، فإننا سنخرج من هذا. وإذا لم نفعل، فإن هذه الأزمة يمكن أن تستمر لمدة عشر سنوات أخرى". وفي دراسة مهمة نشرتها شركة "برايس ووتر كوبرز" للخدمات المالية، قال الرؤساء التنفيذيون إنهم أقل تشاؤماً بشكل طفيف بشأن الاقتصاد العالمي. وبشأن الانظمة الصحية، فإن منظمة المنتدى الاقتصادي العالمي تلفت إلى أن الافكار الحالية مطبوعة في غالب الاحيان ب«رؤية قصيرة الامد"، في حين ينبغي أن تكون هناك "حلقة تفكير على المدى الطويل" بين مختلف الاطراف المعنية والبدء باصلاحات "جريئة". ورغم تواجد عدد كبير من قادة العالم، فإنه لن يتم اتخاذ قرارات رسمية في دافوس، ولكن يجري في العادة عقد صفقات بين الشركات على هامش القمة، بينما يعقد رؤساء الدول والحكومات اجتماعات صغيرة لتبادل الآراء حول القضايا المهمة.