شارك أمس، أصدقاء ورفقاء وعائلة المرحوم المجاهد عبد الحميد مهري في إحياء الذكرى الأولى لوفاة فقيد الجزائر، في وقفة تأبينية نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع قصر الثقافة مفدي زكرياء، حيث استرجع الحضور خصال المناضل الكبير ومواقفه وأخلاقه التي يشهد لها العام والخاص. وبالمناسبة تم عرض فيلم وثائقي من إنتاج التلفزة الوطنية، تناولت فيه مراحل حياة المجاهد ومساره النضالي، قبل أن يدلي بعض أقاربه والرفقاء بشهادات ومواقف عن الرجل الذي أجمع الجميع على أنه وضع مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار ورفض الفصل بين السياسة والأخلاق كما رفض عدة مناصب عليا في الدولة وفضل منصب أستاذ بثانوية عمارة رشيد. وكان ابنه سهيل مهري أول من أخذ الكلمة ليشكر الحضور ومنظمي الوقفة التأبينية إحياء لذكرى رحيل "الوالد والأخ والصاحب والزميل"، قبل أن يعلن عن بعض المبادرات التي قامت بها وتنوي عائلة الفقيد القيام بها، أولها إطلاق الموقع الالكتروني "عبد الحميد مهري" وتأسيس مؤسسة عبد الحميد مهري، فضلا عن إتمام صياغة مذكرات المرحوم التي بدأها قبل وفاته، والتزم الابن بتجسيد هذه المشاريع في أقرب الآجال، قصد التعريف بمميزات المرحوم النضالية وكافة جوانب حياته ومواقفه خلال حياته. من جهته، أكد ممثل سفارة فلسطينبالجزائر على خصال ومواقف الفقيد الفريدة من نوعها، حيث اعتبر المرحوم رجل عظيم وأخلاقه أعظم وأنه كان ركنا من أركان المناضلين العرب ظل إلى آخر لحظة من حياته كبيرا ولم يعرف الكبرياء، يختلف مع الآخر ولكن لم يخاصم أحد. ولم يختلف رفقاؤه وبعض من عاشروه من الشباب، على أن الرجل كان شاهدا وموثقا ساهم في إلقاء أضواء هامة على العديد من الوقائع في تاريخ الجزائر الحديث، وأنه لم يكن فقط فاعلا في أحداث ومراحل من النضال الوطني والكفاح الثوري المرير، حيث شارك بمساهماته الثمينة في إبراز تاريخ الجزائر الحديث والتي كانت محل تقدير واحترام. كما أشار الحضور، إلى أن متاعب التقدم في العمر لم تثن الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني من المشاركة في الندوات والملتقيات التاريخية والسياسية والفكرية للإدلاء بأفكاره والتعبير عن وجهات نظره، كما أثنوا على الإنجازات الثرية والحافلة التي حققها المناضل والمسؤول والسياسي المتميز والمثقف المرحوم عبد الحميد مهري. يذكر، أن الفقيد الذي توفي في 30 جانفي 2012، من مواليد 3 أفريل 1926 بالخروب بقسنطينة، نشأ في وادي الزناتي، حيث تلقى أولى دروسه، انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية، اعتقل في نوفمبر 1954 وبقي في السجن حتى أفريل 1955، بعد أشهر عين ضمن وفد جبهة التحرير الوطني بالخارج، وشغل منصب عضو في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، ثم في لجنة التنسيق والتنفيذ، عند تشكيل الحكومة المؤقتة شغل منصب وزير شؤون شمال إفريقيا في الأولى، ومنصب وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية في التشكيلة الثانية.. بعد الاستقلال عين أمينا عاما لوزارة التعليم الثانوي 1965-1976، ثم وزير الإعلام والثقافة في مارس 1979 ثم سفير الجزائر في فرنسا 1984-1988 ثم في المغرب حتى استدعائه إلى الجزائر وتوليه منصب الأمانة الدائمة للجنة المركزية ثم منصب الأمين العام للحزب.