الجزائر تقدم مقترحات لتنسيق المواقف لمنع دفع الفدية للإرهابيين شاركت الجزائر في أشغال مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، أمس، للتحضير للدورة ال12 لقمة المنظمة بوفد يرأسه كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج السيد بلقاسم ساحلي، حيث أجمعت مداخلات المشاركين في الجلسة الافتتاحية على ضرورة توحيد الجهود في مجال مكافحة آفة الإرهاب. ويأتي ذلك ليؤيد الموقف الجزائري بخصوص التصدي لهذه الظاهرة، حيث اغتنمت الجزائر الاجتماعات التحضيرية للقمة أول أمس لتقديم عدة اقتراحات لتضمينها في مشروع البيان الختامي، تتعلق بإدانة الأعمال الإرهابية وتنسيق المواقف بشأن منع دفع الفدية للإرهابيين وكذا دعم جهود حفظ الأمن والاستقرار في مالي ومساعي السلطة الحالية للخروج من المرحلة الانتقالية. فأمام المنحى التصاعدي الذي تشهده ظاهرة الارهاب بسبب إفرازات الأحداث في بعض الدول، اغتنمت الجزائر فرصة اجتماعات قمة منظمة التعاون الاسلامي من أجل دق ناقوس خطر الظاهرة باعتبار أن المنظمة أفضل منبر للرد على محاولي تلطيخ صورة الإسلام واستغلاله لاعتبارات سياسوية. ولم تختلف الاقتراحات التي تقدمت بها الجزائر عن رؤيتها التقليدية بخصوص كيفية التصدي لهذه الافة، لاسيما وأنها عاشت مؤخرا أفظع تجربة من خلال أزمة الرهائن بتيقنتورين، إذ صرحت السيدة طاوس فروخي رئيسة وفد الجزائر المشارك في هذه الاجتماعات أن الجزائر في مقترح لها، طالبت من منظمة التعاون الإسلامي إدانة الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له الجزائر مؤخرا من طرف مجموعة إرهابية استهدفت المركب الغازي بعين امناس و«تثمين" جهود الجيش الوطني الشعبي الذي واجه ب«سرعة وحزم واحترافية المخطط الإرهابي مما سمح بتحرير مئات المحتجزين". كما دعت الجزائر في اقتراحها جميع دول المنظمة إلى رفض الخضوع لأي مساومات وابتزازات إرهابية، مثل دفع الفدية مقابل إطلاق سراح محتجزين و«بذل كل الجهود على المستوى الإقليمي والدولي لمنع ذلك". وبشأن موضوع" الاسلامفوبيا"، أكدت السيدة فروخي إدانة الجزائر لهذه الإيديولوجية التي تسعى إلى الخلط بين الإسلام والإرهاب، مثمنة جهود المنظمة في هذا المجال، وقالت إن الجزائر اقترحت إضافة فقرة في مشروع البيان "تنوه بإدانة شيوخ وأئمة دول الساحل والصحراء خلال اجتماع لهم مؤخرا بأدرار في الجزائر بالإرهاب والخلط ما بين الإسلام والإرهاب واستعمال الدين للدعاية الإرهابية". وهي الرؤية التي تقاسمها الأمين العام للمنظمة السيد اكمل الين احسان اوغلو في كلمته الافتتاحية، حيث أشار إلى ضرورة توحيد جهود الامة الاسلامية من أجل مواجهة ظاهرة الاسلامفوبيا والتطرف والغلو الديني الدخيلة على المجتمعات الاسلامية والتي وصلت إلى حد استخدام السلاح واللجوء الى العنف. وفيما يتعلق بمالي، قالت السيدة فروخي إن المقترح الجزائري المقدم للاجتماعات التحضيرية للقمة يؤكد على ضرورة "دعم" منظمة التعاون الإسلامي للحكومة الانتقالية في مالي من أجل الحفاظ على وحدة هذا البلد وسيادته وأمنه. كما دعت المنظمة إلى "إدانة" كل الأعمال الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للدول وتجارة المخدرات وهي الأعمال التي "تمثل تهديدا لاستقرار وأمن ليس دولة مالي فقط ولكن لكل دول المنطقة". كما طالبت الجزائر بأن "تؤيد" المنظمة مساعي السلطات الحالية في مالي لإنجاح مسار تجاوز المرحلة الانتقالية ودعتها أيضا لأن "تدعم ماليا" نشر قوات البعثة الدولية لدعم مالي حتى يتم نشر القوات الإفريقية فوق التراب المالي ل«مساعدتها على مكافحة الإرهاب واسترجاع أمنها ووحدتها وبسط سلطة الدولة على كامل التراب المالي. من جهة أخرى، أشارت إلى أن اجتماع كبار الموظفين اعتمد الاقتراح الجزائري المتعلق بتوسيع المساهمات في صندوقي تمويل القدس اللذين تم إنشاؤهما في إطار الجامعة العربية وتترأسهما الجزائر إلى كل الدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة، مشيرة إلى أن هذا الاقتراح سيتم تضمينه في البيان الختامي للقمة. كما لفتت إلى أن هذا الاقتراح كان قد طرح أيضا على المجلس الوزاري للمنظمة واعتمده في اجتماعه الأخير بجيبوتي. وعلى صعيد آخر، وبخصوص إمكانية لجوء الاجتماع التحضيري للقمة إلى رفع بعض النقاط الخلافية إلى اجتماع وزراء الخارجية أشارت السيدة فروخي إلى أن الأزمة السورية أخذت كثيرا من النقاش بسبب عدم توافق بشأن صياغة البند المتعلق بها في مشروع البيان، حيث عبرت بعض الإطراف عن عدم موافقتها على إدانة العنف في سوريا من أي طرف كان وأصرت على تحميل الحكومة كل مسؤولية ذلك، مشيرة إلى أن الاجتماع شكل مجموعة مصغرة تضم تركيا وإيران واليمن لإعداد مقترح صياغة يعرض على الاجتماع. وجددت التأكيد على موقف الجزائر الداعي إلى ضرورة تغليب منطق الحكمة والتعقل، لأن هدف البلدان العربية والإسلامية هو دعم جهود حل هذه الأزمة ووقف علميات القتل والتدمير بأسرع وقت ممكن عبر السبل السلمية ومنها جهود السيد الأخضر الإبراهيمي، مشيرة إلى أن المتضرر الوحيد من الأحداث التي تشهدها سوريا هو الشعب السوري .