ينظر محمد الشيخ، مفتش مركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، إلى ظاهرة “البيرسينغ” على أنها مظهر مرضي، حيث قال؛ “موضوع “البيرسينغ” إذا عولج لا يعالج مقطوعا عن أصله، أي لا يصح أن تعالج مسألة الثقب والقطع على اعتبارها مجرد مظهر اجتماعي، وإنما هي علامة عن التنصل من الشخصية، وتقليد أعمى لكل ما يأتينا من الخارج، وتحديدا من الدول الأوروبية، لذا يضيف؛ “أنا لا أريد أن أعطي حكما للظاهرة بقدر ما أريد معالجة الطريقة التي تم استيلاب الشخصية الجزائرية المسلمة بها، وأطالب بضرورة مخالفة الكفار والمشركين”. ويرجع محدثنا انتشار هذه الظاهرة إلى الانفتاح الإعلامي الذي عمل على التشهير ببعض الظواهر التي لا تحتاج إلى إبراز، وهو ما يسمى بالقصف الإعلامي الكبير الذي يصنع رموزا وهمية، إذ يعتقد المخدوعون من أبنائنا أنهم قدوة، فيعكفون على تقليدهم، وينسلخون بذلك عن أصلهم، وفي هذا المقام، يحضرني ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم حين جاء إلى المدينة، حيث كانت تعجبه مواقف أهل الكتاب، ولكن بعد ذلك، استقر أمر الإسلام على ضرورة المخالفة، خاصة ما يتعلق منها بالعبادة”. محاربة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا تتطلب يقول محدثنا تضافر جهود الجميع من الأولياء، إلى المسجد، فوسائل الإعلام، ولكن ما يحدث للأسف الشديد، أن بعض الجهات تتبنى محاربة الظاهرة، فيما تقوم أخرى بالتشجيع والترويج لها، مما يجعلنا غير قادرين على محاربتها. من جهته، يعتبر الدكتور يوسف بالمهدي، مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، “البيرسينغ” مظهرا من مظاهر التخلف، حيث قال في حديثه ل “المساء”؛ أعتقد أن الظاهرة لم تتفاقم بعد في مجتمعنا، وإنما هي محصورة في فئة معينة من شبابنا الذين يميلون إلى تقليد كل ما يقع عليه بصرهم، خاصة إن تبناه شخص مشهور، على غرار الفنانين والممثلين. وأردف قائلا؛ “من المفروض أن لمجتمعنا خصوصياته المستمدة من عاداته وتقاليده التي ينبغي أن يحرص عليها، لأنها رمز لانتمائه، كما أن باقي المجتمعات تحب أن ترى المجتمع الجزائري على أصله، لكن وللأسف الشديد، نرى انسياق شبابنا وراء هذه المظاهر الدخيلة على مجتمعنا، وتقمصه لمظاهر لم نعرفها سابقا، كأن يضع شاب قرطا في أذنه، أو أنفه ويدعي أنه رجل، أتساءل هنا؛ أين الرجولة في هذا؟ وهو يتجمل بحلي نسائية ويعلق “الرجل رجل بحليته (بصفته)، عمله، ثقافته، رحمته وشجاعته، والمرأة امرأة بكرامتها، شرفها،أدبها وحشمتها”. ويواصل محدثنا قائلا: “المطلوب من أبنائنا، محاولة تقليد الغرب فيما وصلوا إليه من تطور في العلم، وأن يعتزلوا هذه المظاهر التي لا معنى لها، وعند الحديث عن التقليد، ما أحوجنا لأن يلتفت أبناؤنا إلى أبطال الجزائر الأبرار ورموزها، لأنهم أولى بالتقليد من غيرهم. يقع على عاتق الأولياء مسؤولية توجيه أبنائهم بالتي هي أحسن، وأن يحاولوا حمايتهم من هذا الانفتاح الإعلامي الذي أثر عليهم بطريقة سلبية، يقول بالمهدي، ويضيف: “من المفروض أن نعمل ونحن في شهر نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام، على توجيه أبنائنا إلى وجوب الاقتداء بخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم .