مخرج محترف من طراز خاص يعمل أكثر مما يتكلم، هادئ الطباع، محب للإبداع، أمتعنا بأشرطة وثائقية عن الطفولة، المرأة، البيئة (التلوث) وأفلام سينمائية على سبيل الذكر: “ابن عائلة”، “عائلة كالناس”، ومسلسلات كثيرة لازالت تختزنها الذاكرة منها: “بين البارح واليوم”، “شفيقة بعد اللقاء”، “البذرة والليالي البيضاء” و«جروح الحياة”، وسيمتعنا هذه السنة ب “نور الفجر”، وهو عنوان المسلسل الذي هو بصدد تصويره حاليا، يتضمن 30 حلقة ويرتقب مشاهدته في شهر رمضان القادم. وفيما يتعلق بأحداث القصة، ظروف تصويرها، أبطالها وتقنييها، أطلعنا عنها المخرج عمار تريباش من خلال هذا الحوار الذي انفردت به “المساء”: - “نور الفجر” هو المسلسل الذي أنتم بصدد تصويره، فهل لنا الاطلاع على مضمون قصته؟ * هي قصة حب بين شاب محام (كفيف) وابنة عمه (طبيبة)، يجمعهما القدر بعد أن فرّق شمل العائلة لمدة تزيد عن 15 سنة، بسبب الحادث الذي فقد الشاب على إثره بصره. - لمن السيناريو؟ * السيناريو لفاطمة الزهراء العجمي، وهي كاتبة سيناريو مسلسل “دموع القلب” الذي عرض خلال شهر رمضان الفارط، للمخرج بشير سلامي.. -الحب، هل هو الوتر الذي سيركّز عليه مستقبلا في كتابة السيناريو؟ * من الضروري أن يحضر الحب في أية قصة، لأنه أساس الحياة، وفي مسلسل “نور الفجر”، نتحدّث عن ذلك الحب العفيف الذي سيكون سببا في جمع عائلة بعد شتاتها، حيث ستكون نهايتها سعيدة، أي بالزواج. - “نور الفجر” مسلسل سيعرض خلال شهر رمضان المقبل، هذا يعني أن عدد حلقاته بعدد الشهر، وماذا عن أبطاله؟ * أجل، المسلسل من ثلاثين حلقة، يقوم ببطولته محمّد عجايمي في دور “علاوة”، “بهية راشدي”، “ادريس شقروني”، مروان منيع في دور الشاب المحامي الكفيف، وآنيا الطبيبة، وهي ممثلة شابة موهوبة (كنة عائدة كشود)، وعادل الذي يجسّد دور الطفولة المعذبة، إلى جانب كوكبة أخرى من الممثلين.. - الظاهر أن العمل قيم وهام، مما تطلب قطعا فريقا تقنيا محترفا؟ * بالطبع، فأنا شخصيا لا أعمل إلا مع محترفين، واخترت فريق عمل متمكّن يتكون من مهندس الصوت؛ كمال ميكاسير، مدير التصوير؛ محمّد بشار، إلى جانب فؤاد زايدي، رشيد بهلول وغيرهم من التقنيين الأكفاء القادرين على إنجاز مثل هذه الأعمال الضخمة. - أين تم تصوير المشاهد، وإلى أين وصلتم ومتى ستنتهي المدة المحددة له؟ * اخترنا “عين طاية” كمكان للتصوير، إذ صورنا في مزرعة بنفس الضواحي، ووصلنا الآن إلى مرحلة التصوير بمستشفى “عين طاية”، حيث نتواجد حاليا، لننتهي في القصبة، أين كانت تعيش العائلة كلّها قبل أن تفترق. نحن نصور الحلقة ونركّب في آن واحد، أي نعمد للطريقة الأمريكية التي تقوم بالتصوير والتركيب في اليوم ذاته، وهو ما يوفر لنا الوقت، أما نهاية تسليم العمل، فحدّدت في أول جوان إن شاء الله .. - كيف ستكون النهاية يا ترى؟ هل سيبصر الكفيف ليتزوج الطبيبة؟ * لا، لن يبصر الكفيف، لكن سيعود الجميع إلى القصبة ويقام هناك عرس، أي ينتهي المسلسل بعرس بعد وفاة علاوة (محمّد عجايمي)، ولكي لا نكشف كل الأوراق للمشاهد، نترك الأحداث الأخرى مفاجأة .... - تتمنون أكيد النجاح للمسلسل، وماذا بعده؟ * بالطبع، فبعد جهد مبذول وواضح، لا نأمل غير النجاح من خلال مشاهدة كبيرة لجمهور عهدناه وفيا للإنتاج الجزائري الهادف، والمسلسلات الاجتماعية التي يرى فيها كل فرد جزءا من حياته، هذه المسلسلات ما هي في الحقيقة إلاّ مرآة عاكسة للواقع بحلاوته، مرارته وكل تناقضاته. كما نأمل أن نواصل العطاء في مجال الأعمال الدرامية الجادة التي تروي قصصا حقيقية، قد نصادف أبطالها يوميا على أرض حياتنا المعاشة...