سطرت الجمعية الثقافية “ثدوكلى تدلسنت ثالويث” التابعة لآث يني بولاية تيزي وزو، بالتنسيق مع البلدية والمجلس الشعبي الولائي ومديرية الثقافة، برنامجا متنوعا بمناسبة إحياء الذكرى ال 24 لرحيل ابنها مولود معمري تحت عنوان: “تاريخ الكُّتاب الجزائريين”، وهذا في الفترة الممتدة من 26 فيفري إلى غاية 3 مارس المقبل. وبرمج القائمون على التظاهرة نشاطات مكثفة بهذه المناسبة، والبداية بتدشين معرض سيقام بالفضاء الثقافي لآث يني ويضم صورا ومقالات صحفية تناولت حياة ومسيرة الكاتب، إلى جانب مختلف أعماله التي تظل خالدة إلى الأبد في الذاكرة الجماعية، علاوة على عروض مسرحية ومحاضرات متبوعة بنقاش ومعارض حائطية وشهادات مختلفة تضم سيرة وأعمال احد ابرز الكتاب الجزائريين والمدافعين عن الثقافة الأمازيغية في القرن الماضي. كما سيكون الجمهور على موعد مع علي مزيان الذي سيحيي حفلا فنيا، وسيتم تنظيم مسابقة مخصصة لتقييم المستوى المعرفي للقراء المحليين حول أهم أعمال الكاتب خلال أيام التظاهرة، بالمناسبة سيتم عرض فيلم “الربوة المنسية” لعبد الرحمن بوقرموح المقتبس عن رواية مولود معمري التي تحمل نفس الاسم. وينتظر أن يقدم الفنان القدير ايت منقلات محاضرة يوم 26 فيفري متبوعة بشهادات بقاعة المحاضرات بالفضاء الثقافي مولود معمري لآث يني حول الرجل الذي وضع أسس القواعد الصحيحة للغة الأمازيغية من خلال كتابه “ثاجرومت نتمازيغث” والذي كرس حياته للحفاظ على التراث غير المادي من خلال مجموعته الشعرية التي ارتكز فيها على عنصر “ثموشوها” أو الحكايات، ليتم بتاريخ 28 فيفري التوجه إلى المقبرة التي دفن فيها الراحل لوضع باقة من الزهور على قبره ترحما على روحه، كما سيتم إلقاء كلمة بالمناسبة. ولد مولود معمري في 28 ديسمبر 1917 في ثاوريرث ميمون بآث يني وله عدة مؤلفات وروايات تعتبر مراجع أساسية للسينمائيين مثل “الأفيون والعصا” ومؤلفات أخرى لا تقل أهمية عن هذه الأخيرة، كما خلف سجلا مميزا من المؤلفات والروايات جعلت منه أحد أقطاب الأدب الجزائري، منها عدة روايات ترجمت إلى عدة لغات عالمية. وتحصل الراحل على شهادة فخرية من جامعة باريس التي أسس بها سنة 1984 مركز الدراسات والبحوث الأمازيغية، وتوفي في 26 فيفري 1986 في حادث مرور بعين الدفلى في طريق العودة من المغرب.