كانت مشاركة المهندسة فاطمة معزوز من منطقة بني عمران بولاية بومرداس في تظاهرة إنتاج الزيتون مميزة، كونها كانت المرأة الوحيدة التي تعمل في عصر الزيتون وسط مشاركة قوية من الرجال المستثمرين في هذا المجال، “المساء” تحدثت إليها وعرفت ظروف ولوجها هذا الميدان الذي يتقاطع في الحقيقة مع دراساتها العليا. عرفت السيدة فاطمة معزوز كيف تستثمر ملاحظتها وتربطها باختصاصها في الهندسة الغذائية، فكانت النتيجة إدارة معصرة لزيت الزيتون، والآن تطمح إلى توسيع استثمارها ونشاطها الاقتصادي ليغطي عددا اكبر من الولايات المنتجة للزيتون بعد 13 سنة من العمل في ذات الاختصاص. وقالت محدثة “المساء” أنها ركنت إلى البطالة مدة سبع سنين بعد تخرجها من معهد الصناعات الغذائية كمهندسة في التكنولوجيا الصناعية الغذائية، وراودتها فكرة الاستثمار في مجال تخصصها هذا بعد ان تجولت في مساحة تجارية ووقفت على قارورات لزيت الزيتون مستوردة من اسبانيا “فحز في نفسي ان يكون زيت الزيتون الجزائرية أقل شأنا من الزيت المستورد، ذلك لان المنتوج الوطني من زيت الزيتون ذو جودة كبيرة لونا وذوقا”. وتساءلت عن سبب عدم تعبئة هذا الزيت في قارورات بشكل نظامي وتباع على رفوف المحلات والمساحات التجارية على شاكلة الزيت المستورد من اسبانيا، “وهكذا بدأت تتبلور في ذهني فكرة الاستثمار في زيت الزيتون”. وتواصل صاحبة مؤسسة “الشفاء” قائلة أنها استمرت لسنوات في دراسة مشروعها من كل النواحي، ثم توصلت بمساعدة من أهلها إلى شراء قطعة ارض منتصف التسعينيات بمنطقة بني عمران بولاية بومرداس آتية إليها من باب الزوار بالعاصمة، ثم أسست مؤسسة “الشفاء” لعصر الزيتون الذي كانت تجمعه في البداية من سكان منطقة بني عمران قبل ان يتوسع الأمر بعد ذلك. وتقول فاطمة ان المنطقة كانت تحتوي وقتها 3 معاصر تقليدية، فاستثمرت في معصرة نصف اتوماتيكية أي تجمع بين تقنيات المعصرتين التقليدية والحديثة. وتشير إلى ان دعم الأهل لها كان عنوان نجاحها. وتضيف المتحدثة التي كانت المرأة الوحيدة المشاركة في معرض إنتاج الزيتون ذاك، ان عملها هذا يتطلب جهدا وصبرا كبيرين، خاصة وأنها لم تكن بنت المنطقة، وحتى تصل إلى الزبون عليها أولا كسب ثقته، تقول :« أتذكر ان أول زبون تقدم سنة 2000 بحوالي سبعة قناطير من الزيتون، وقمت انا بكل مراحل العصر وجعلته يرافقني في ذلك حتى يرى بنفسه سير العمل، وهكذا استمر العمل طوال سنوات حتى بلغ معدل استقبال الزيتون حاليا حوالي 55 قنطارا للزبون الواحد”. وتسعى المتحدثة إلى توسيع استثمارها باقتناء معصرة حديثة ترى أنها أحسن من التقليدية من حيث الربح من لتر إلى لترين من الزيت في القنطار الواحد مقارنة بالمعصرة التقليدية. كما ان طموحها يتمثل في الحصول على دعم من الدولة لتوسيع نطاق عملها هذا والوصول إلى التصدير، خاصة وان زيت الزيتون الجزائري ذو جودة عالية “ونحن كما نعمل على إيصالها للزبون المحلي، نريد إيصالها للزبون الأجنبي من خلال الرفع من مستويات الإنتاج والتعبئة وفق المقاييس الدولية”، تقول فاطمة معزوز.