سيشكل موضوع ”خمسون سنة من الإعلام الجزائري: أسئلة التاريخ والحقائق، وتحديات حرية التعبير”، محور نقاش ملتقى عبد الحميد بن زين، يومي السبت والأحد المقبلين، بقاعة محمد زينات بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة، وسيثري الباحثون والإعلاميون مختلف المواضيع المتصلة بالمحور العام من خلال برنامج نظمته جمعية أصدقاء عبد الحميد بن زين. سيكرم الملتقى عبد الحميد وزليخة بن زين، وسيقدم محمد جحيش، مدير المتحف الحديث والمعاصر، هدية للجمعية تتمثل في عمل فني للرسام الراحل محمد اسياخم، تخليدا لذكرى زليخة بن زين، بعد أن يقوم بلقاسم مصطفاوي رئيس جمعية أصدقاء عبد الحميد بن زين بافتتاح الملتقى، وطرح الأسئلة التمهيدية لموضوع الملتقى، بحيث تتضمن مجموعة من النقاط المتصلة بالإعلام الجزائري ولاسيما المتعلقة بالصحافة المكتوبة، وذلك بالعودة إلى التاريخ وبالمرور على أهم المراحل التي عرفها الإعلام في الجزائر، ثم وصولا إلى تحديات الإعلامي السمعي البصري وتحليل التجارب الفتية لبعض القنوات التلفزيونية الخاصة في نشراتها الإخبارية. وبالعودة إلى الشخصية المكرمة، فهي زليخة بن زين، شقيقة الإعلامي الراحل عبد الحميد بن زين، التي شاركت في وقت مبكر جدا في النضال من أجل التحرر الوطني بطبيعة الحال، ولكن أيضا بكل قناعة، ويندرج نضالها في إطار التقاليد الكفاحية والنضالية لعائلة بن زين، وكانت امرأة ثقافة، مرهفة الحس، وكانت بالنسبة لأصدقائها فنانة كبيرة مثل الرسام محمد اسياخم، كما كانت أيضا قريبة جدا من كاتب ياسين وغيره من الكتاب والشعراء. وبخصوص عبد الحميد بن زين فقد كان عضوا سابقا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ثم مناضلا شيوعيا من سنة 1949 إلى وفاته في مارس 2003، وهو قيادي سابق في الحزب الشيوعي الجزائري وفي حزب الطليعة الاشتراكية والمدير السابق ل«الجزائر الجمهورية”، وقد تم القبض على عبد الحميد بعد أن انضم إلى جيش التحرير الوطني عام 1956 وهو يحمل سلاحه في يده، واعتقل في سجن لامبيز وعرف معسكر الموت في قصر البخاري الذي خرج منه بأعجوبة بعد وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962. وفي هذا السياق، يتناول كتاب ”تالغودة” للكاتب عمر مختار شعلال، سيرة شخصية عبد الحميد بن زين، ويتضمن حوارات مطولة مع المدير السابق ل«ألجيري ريبيبليكان” الذي توفي سنة 2003، والكتاب هو قبل كل شيء ”عمل حول الذاكرة وعرفانا لهذه الشخصية” على حد تعبير مؤلفه شعلال. ويرصد الجزء الأول من الكتاب الفترة الممتدة من 1931 إلى 1945 مطعمة بذكريات الطفولة والجزائر خلال الأربعينات، وأراد إعطاء شيء من البعد للحديث عن بن زين كما عرفه وقدره وأحبه، دون أن يهمل حقيقة وأصل الأحداث، ويتذكر الكاتب في هذا السياق الأماكن والأحداث التي ميزت وأثرت في مسار حياة بن زين. فببجاية وفي ظل الحي الشعبي ”باب اللوز” وجامع ”سيدي سوفي” عايش إضراب عمال الميناء في الثلاثينات، أدرك عنف ووحشية العدو الظالم. وبسطيف، وداخل مدرسة المحتل التي ما تزال بها ”رائحة” أحداث مجازر 8 ماي 1945 ”فهم بن زين أنه لا بد من تصدي المظلومين لعنف الظالمين” كما جاء في مدخل هذا الكتاب لإبراز ”مدى التزام الرجل الذي لم يكن يتقبل أية عبودية أو انصياع”.