أكد فريق مولودية وهران، استحقاقية تأهله إلى الدور ربع النهائي بفوزه لثاني مرة على التوالي على أرضية ملعب بوعقل -وهذا أمر لم يحدث منذ إنطلاق الموسم الكروي الجاري- وهذه المرة في البطولة الوطنية، وعلى حساب مولودية العلمة التي تقاسم ”الحمراوة” نفس الهاجس والهدف، ألا وهو ضمان البقاء، لكنها سقطت أول أمس وبقوة أمام تشكيلة وهرانية مصممة على نفض الغبار عن نفسها ولو متأخرة. وهي الصحوة التي ربطها أكثرمن لاعب ومتتبع بعاملين هامين، الأول عودة الاستقرار إلى البيت الحمراوي بعد”تصالح” المتخاصمين، وثانيا بانسجام حناجرالأنصار، بعدما عاشوا هم كذلك انقسامات وتكتلات أثرت على الفريق، وشوهت سمعتهم وسمعته، لذلك كان مطلوب منهم لعب دور فعال، وتوفير جو جيد ومناسب للاعبين، حتى يؤدوا مأموريتهم في الإبقاء على المولودية في القسم الأعلى، مادام أن ثمة سبع جولات متبقية والحظوظ لازالت قائمة. لذلك أثنى المدرب سليماني ولاعبوه على الدورالإيجابي لهؤلاء الأنصار في مباراة الكأس ضد الشلف، وأمام العلمة رغم قلة عددهم أول أمس. إضافة إلى ذلك، استغل زملاء المدافع الصلب زيدان الأخطاء الفادحة التي ارتكبها خط الدفاع العلمي الذي ظهر ثقيلا، ربما للانعكاسات البدنية، جراء لعب الفريق لقاء متأخرا الثلاثاء الماضي، لكن في كل الأحوال كانت النتيجة قاسية، حيث تلقى أربعة أهداف وهرانية، الأول وقعه براجة في الدقيقة 23، وكان ردا وتعديلا للكفة بعد هدف العلمي الشاب شنيحي في الد21، والثاني سجله بومشرة في الد47، والثالث سجله بن يطوفي الد61، والرابع أمضاه عواج في الد70، وحسب المدرب سليماني، فإن فطنته في إقحام الثلاثي بن يطو،عواد وبومشرة دفعة واحدة، كان لها الأثر الكبير في الفعالية الهجومية التي تجسدت أمام ”البابية”، وأنّ هذا الثلاثي قادرعلى إلحاق الضرر بفرق أخرى في المقابلات القادمة. ولقد كانت هذه المواجهة، قبل كل شيء بين المدربين سيد أحمد سليماني الذي سبق له تدريب مولودية العلمة قبل ست سنوات خلت، ويتكفل بالمولودية الوهرانية لأكثر من مرة وهي في وضعيات حرجة، والسويسري راؤول صافوا الذي عاد للمرة الثالثة إلى مدينة وهران لملاقاة الآلاف من أنصار المولودية، التي ساهم بطريقة أو بأخرى في بقائها في قسمها الموسم الماضي، لكن معارفه خانته، في تأكيد الفوز أمام مولودية وهران، وعاد إلى مدينة العلمة بخفي حنين، ولم تفده شجاعته الهجومية بإقحام ثلاثة مهاجمين دفعة واحدة (شنيحي، الشاب قادري وحميتي) إلا في مرة واحدة، عندما سجل شنيحي الهدف الوحيد لفريقه في الد21. وقد مكن هذا الفوزالمحقق بالأداء والنتيجة من قبل مولودية وهران، في رفع الفارق بينها وبين الفريق الثالث المهدد بالسقوط اتحاد بلعباس إلى نقطتين، وساعدها في ذلك تعثرهذا الأخير داخل قواعده أمام أهلي برج بوعريريج، وقد كانت هذه الجولة في مجملها في مصلحة ”الحمراوة”، بعد خيبة فريقين آخرين منافسين مباشرين حول ضمان البقاء، وداد تلمسان الذي انحنى بثلاثية نظيفة في الشلف أمام الأولمبي المحلي، وشباب باتنة الذي استسلم في ملعب بشار أمام شبيبة الساورة بهدفين نظيفين، لكن تبقى المولودية مطالبة بتحقيق نتائج إيجابية أخرى في المواجهات القادمة، بداية بتنقلها الصعب في الجولة القادمة إلى ملعب 5 جويلية لملاقاة مولودية الجزائر، وبعدها استقبال القوي اتحاد الحراش.