مرت أربعون سنة، لم تلتقي فيها عين الفوارة حورية الماء الرخامية والأسطورية المنتصبة بوسط سطيف، مع ”الملكة الصغيرة” لدورة الجزائر لسباق الدراجات الهوائية المتواصلة إلى غاية 23 مارس الجاري. فمنذ دورة الجزائر الرابعة لسباق الدراجات الهوائية ”هواة” التي تميزت بيوم ماطر، حيث فاز بمرحلة قسنطينة - سطيف بكل سهولة الهولندي جيري كنيتيمان ذات 27 مارس من عام 1973، وهو فوز لم يمنع البولوني ستانيسلو سزوزدا الحاصل على الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية لعام 1972 بميونيخ بألمانيا (الجمهورية الفيدرالية الألمانية آنذاك) من أن يكون الرابح الكبير في هذه الدورة الرابعة. بعد أربعين سنة حتى وإن كان تمثال عين الفوارة لا يزال قابعا بمتانة في مكانه بعد أكثر من مائة سنة من تشييده، إلا أن المدينة تغيرت كثيرا. وتعد المنطقة العمرانية ”الململمة” بسفح جبل مغرس الذي يزيد علوه عن 1700 متر والذي نجتازه (على الأقدام) في أقل من ربع ساعة بين بوعروة بالمدخل الشرقي والأكاديمية بالمدخل الغربي اليوم في بلد الأمير عبد القادر إحدى المدن الأكثر أهمية، ولكن أيضا أجملها حسبما يتفق على تأكيده زوارها. وباتجاه الشرق، حيث يظهر قطب الهضاب يقابله قطب قاوة شمالا ونحو الغرب المدينةالجديدة شوف لكداد التي ستنجز مستقبلا وحي سيدي الخير (الولي الصالح للسطايفيين)، تبرز للعيان مدينة سطيف ذات الأقطاب الجامعية الثلاثة المتواجدة في الوقت الراهن، وسط تجمع سكاني ب5 ملايين ساكن ليست له أي علاقة ب1973 سوى ربما تحمس السكان الرياضيين وتحليهم بحسن الضيافة. فمنذ أربعين عاما تساقط بهذه المنطقة مطر خفيف وهو نفس الأمر الذي حدث يوم أمس على الساعة11 عند انطلاق المرحلة الثانية من دورة 2013، باتجاه الجنوب نحو بسكرة بمشاركة مجموعة متنافسين تتكون من أكثر من 100 عداء. وحتى إن يصعب التكهن بمن سيفوز بهذه المرحلة الثانية، إلا أن هذه المنافسة أعطت بوادر منافسة حامية الوطيس منذ إعطاء إشارة انطلاقتها. ويبقى شيء واحد واضح، أن جهة الزيبان والواحات ستكون مخالفة من حيث الطقس والمناظر الطبيعية، ماسيبهر المتسابقين بالخصوص منهم القادمين من 12 بلدا أوروبيا.