قرر المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، تكثيف الحملات التحسيسية خلال السنة الجارية مع التركيز على صور ضحايا حوادث المرور، حتى تبقي راسخة في أذهان المواطنين ويحرصون على تفادي السرعة المفرطة، بالمقابل سيتم تنسيق العمل مع الجامعات لإعداد مجموعة من البحوث منها ما تعلق بتعميم نظام معلوماتي ما بين أجهزة الأمن الوطني والحماية المدنية لجمع المعطيات المتعلقة بحوادث المرور آليا، بالإضافة إلى إطلاق بحث بجامعة العلوم الإنسانية ببوزريعة حول الأنظمة التوعوية ونجاعتها، من جهة أخرى سيعد المركز بحثا حول إشكالية اكتظاظ الطرقات في العاصمة، وآخر حول دور إشارات المرور في تحقيق السلامة المرورية. وحسب تصريح السيد هلولي حسين تقني بالمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، فإن تقنية التوعية والتحسيس عبر الصور الصادمة، أعطت ثمارها بالمناطق الحضرية السنة الفارطة بعد تسجيل انخفاض في عدد حوادث المرور بين 2011/2012 بفارق 1297 حادث مرور، مع انخفاض عدد القتلى ب57 قتيلا و1159 جريحا، بالمقابل سجل ارتفاع في عدد حوادث المرور في المناطق الريفية ب2307 حادث مرور، لذلك قرر المركز مضاعفة حملاتهم التحسيسية عبر المؤسسات التربوية والساحات العمومية بالمناطق الريفية، خلال السنة الجارية. كما تطرق السيد هلولي في تصريحه ل«المساء" إلى مختلف الدراسات والبحوث التي سيطلقها المركز خلال السنة الجارية للمساهمة في الحد من حوادث المرور، واقتراح مجموعة من الحلول على وزارة النقل، منها ما تعلق بإشكالية اكتظاظ الطرقات في العاصمة والحد من النقاط السوداء. وهو موضوع دراسة يتم حاليا إعدادها بجامعة العلوم الإنسانية ببوزريعة، بهدف اقتراح حلول تخص إنشاء ممرات للسيارات تحت الأرض وانحرافات عبر الطرق الرئيسية لفك الخناق على العاصمة، مع تحديد الطرق التي يجب أن تكون ذات الاتجاه الواحد. من جهة أخرى، يفكر المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق في إعداد بحث حول دور إشارات المرور ونجاعتها في تحقيق السلامة المرورية. وحسب تصريح ممثله فقد سجل تشبع كبير في إشارات المرور في بعض الطرق، في حين يسجل غيابها في العديد من المحاور الرئيسية، لذلك سيتم إعداد بحث لتحديد أهمية إشارات المرور في الحد من حوادث المرور. كما سيتم هذه السنة استغلال الأسابيع التوعوية عبر ولايات الوطن، لتحسيس المارة بضرورة استغلال الممرات العلوية عند قطع الطريق بعد ارتفاع حالات تسبب المارة في حوادث المرور بنسبة 20 بالمائة السنة الفارطة. في حين تقرر التقرب أكثر من المؤسسات الاقتصادية الكبرى لتكوين عمالها خاصة سائقي الشاحنات، بضرورة الحيطة والحذر واحترام قانون المرور، مع الحرص على عدم التهور والقيادة لساعات طويلة من دون أخذ قسط من الراحة، بعد ثبوت تورط السائقين في العديد من حوادث المرور المميتة. وحتى تكون الحملات التحسيسية نافعة، سيتم إشراك أئمة المساجد هذه السنة للتركيز في محاضراتهم على الحكم الإسلامي في إلحاق الضرر بالغير، في مبادرة لتوعية المصلين بضرورة الحرص على احترام قانون المرور والابتعاد عن التهور والسرعة المفرطة مما قد يخلف العديد من الضحايا، وبالنسبة لفئة الأطفال، سيتم إطلاق مسابقة وطنية لتلاميذ الطور الابتدائي والإكمالي حول أحسن رسم للتوعية والتحسيس بخطورة حوادث المرور. وبمناسبة تنظيم الصالون الدولي للسيارات، سيشارك المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق من خلال عرض مقلد لسيارة تتعرض لحادث مرور أليم، وهو ما يسمح لزوار المعرض بالإضافة إلى التعرف على أنواع جديدة من السيارات، التعرف أيضا على مدى خطورة السياقة المتهورة وحوادث المرور.